نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 22
المذاهب السابقة وزاد عليها مما يخدم ميوله ويحقق أهدافه ولذلك جاءت الأسس الفكرية لدعوته خليطاً مضطرباً ونسيجاً فكرياً متبايناً.
إن ابن تومرت لم يكن صاحب مدرسة فكرية تعرف به، لها فلسفتها وأفكارها وقضاياها التي تطرحها وتناقشها وتعمل على تثبيتها ونشرها. ولم يكن ابن تومرت رجل فكر بحت فقط، ولا كان رجل سياسة فقط. بل انه في الحقيقة جمع في شخصه رجل الدين ورجل العلم ورجل السياسة. فهو في دينه، ذهب في عبادته وتقشفه إلى درجة التصوف وهو في علمه، متبحر ودفع بالعلم وتشجيع العلماء والحركة العلمية في عهد الدولة الموحدية وآتى هذا الغرس نتاجه في عهد يوسف بن عبد المؤمن، ويعقوب بن يوسف ويعتبر رجل السياسة لأنه هو الأول والوحيد الذي خطط لقيام دولة الموحدين ومهد لها سبيل القيام ووضع لها الأسس التي قامت عليها [1].
إن ابن تومرت لم يتأثر بمدرسة واحدة من مدارس الفكر التي كانت تعيش في زمانه، بل تأثر بمدارس فكرية متعددة واخذ من المذاهب الفقهية والفكرية مايتواءم مع شخصيته ومعتقداته ويحقق اهدافه وسنرى ذلك في مبحث مستقل بإذن الله تعالى. [1] انظر: سقوط دولة الموحدين ص38.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 22