نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 272
وتطور سير الأحداث وخضع ابو عبد الله الزغل لملك قشتالة على الرغم من شجاعته وبسالته وبقي الزغل يحكم وادي آش تحت حماية ملك قشتالة، ولم تقبل نفسه الأبيه هذا الوضع المهين، فترك الأندلس مهاجراً إلى المغرب، ونزل وهران، ثم استقر في تلمسان حزيناً على ضياع الأندلس.
وبقيت غرناطة وعلى عرشها أبو عبد الله الصغير تنتظر مصرعها والضربة القاضية من النصارى [1].
في سنة 895هـ/1890م، أرسل الملكان الكاثوليكيان - فرديناند وزوجه ايزابيلا - وفداً يطلب تسليم غرناطة من أبي عبد الله الصغير، فثارت نفس أبي عبد الله الصغير لهذا الغدر والخيانة، وأدرك فداحة الخطأ الذي ارتكبه في محالفة هذا الملك الغادر، ومعاونته على بني دينه وعقيدته ووطنه فرفض الانقياد والخضوع وقرر المقاومة وسار فرديناند بجيش تراوح ما بين 50 - 80 ألفاً، مع مدافع وعُدَد ضخمة، وذخائر وأقوات، وعسكر على ضفاف نهر شنيل على مقربة من غرناطة في 12 جماد الثانية سنة 896هـ/سنة 1491م، وأتلف الزروع والحقول والقرى كي لاتمد غرناطة بأي طعام، وحاصر غرناطة المدينة الوحيدة المتبقية من عز تليد وملك مديد ضارب في ذاكرة التاريخ السحيق وأصبحت محاطة بالعدو من كل جهاتها.
لقد استبسل المسلمون وتحملوا الحصار بل خرجوا لقتال العدو المحاصر وافسدوا عليه خططه وتدابيره.
وظهر في تلك المقاومة موسى بن أبي غسّان والذي قرر الموت دون الاستسلام ومن أقواله في ذلك: (ليعلم ملك النصارى أن العربي قد ولد للجواد [1] انظر: مصرع غرناطة ص77.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 272