responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 278
"هيا يا سيدي في هذه الساعة الطيبة وتسلم القصور - قصوري باسم الملكين العظيمين اللذين أراد لهما الله القادر أن يستوليا عليها، لفضائلهما وزلات المسلمين" [1].
وتم تسليم القصور الملكية والأبراج على يد الوزير ابن كماشة الذي ندبه أبو عبد الله الصغير للقيام بهذه المهمة. وما كاد الكردينال وصحبه يجوزون إلىداخل القصر المنيف حتى صعدوا ووضعوا فوق برجه الأعلى صليبا كبيرا فضيا وبجانبه علم قشتالة وعلم القديس ياقب. وأعلن من فوق البرج ثلاثاً أن غرناطة اصبحت ملكا للملكين الكاثوليكيين.
وأخذ رنين وبكاء يتردد في غرف قصر الحمراء وأبهائه وكانت الحاشية منهمكة في حزم أمتعة الملك المخلوع في ركب قاتم مؤثر يحمل أمواله وأمتعته ومن ورائه أهله وصحبه القلائل وبعض الفرسان المخلصين وكانت أمه الأميرة عائشة تمتطي صهوة جوادها يشع الحزن من محياها الوقور. وحين بلغ الباب الذي سيغادر منه المدينة إلى الأبد ضج الحراس بالبكاء [2] وتحرك الركب نحو منطقة البشرات وفي شعب من الشعاب المطلة على غرناطة وقف أبو عبد الله الصغير مودعا لمدينته وملكه، فاجهش بالبكاء على هاتيك الربوع العزيزة، فصاحت به أمه عائشة الحرة: "إبك مثل النساء مُلكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال"
إن هذه الكلمة حري بها أن تكون إطارا لمأساة غرناطة وقد جمعت فيها كل العبر والأمثلة والحِكَم.

[1] الموسوعة العامة لتاريخ المغرب والاندلس ص (3/ 124).
[2] نفس المصدر السابق (3/ 125).
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست