نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 282
رابعاً: محاكم التفتيش:
هدفت إلى تنصير المسلمين بإشراف السلطات الكنسية، وبأشد وسائل العنف، ولم تكن العهود التي قطعت للمسلمين لتحول دون النزعة الصليبية، التي اسبغت على سياسة أسبانية الغادرة ثوب الدين والورع ولما رفض المسلمون عقائد النصارى ودينهم المنحرف وامتنعوا عنه وكافحوه، اعتبرهم نصارى الاسبان ثواراً وعملاء لجهات خارجية في المغرب والقاهرة والقسطنطينية، وبدأ القتل فيهم وجاهد المسلمون ببسالة في غرناطة والبيازين والبشرات، فمزقوا بلا رأفة ولا شفقة ولا رحمة وفي تموز (يولية) 1501 أصدر الملكان الكاثوليكيان أمراً خلاصته "إنه لما كان الله قد اختارهما لتطهير مملكة غرناطة من الكفرة، فإنه يحظر وجود المسلمين فيها، ويعاقب المخالفون بالموت أو مصادرة الأموال".
فهاجرت جموع المسلمين إلى المغرب ناجية بدينها، ومن بقي من المسلمين أخفى إسلامه وأظهر تنصره، فبدأت محاكم التفتيش نشاطها الوحشي المروع، فعند التبليغ عن مسلم أنه يخفي إسلامه، يزج به في السجن وكانت السجون مظلمة عميقة رهيبة، تغص بالحشرات والجرذان، يقيد فيها المتهمون بالأغلال بعد مصادرة أموالهم، لتدفع نفقات سجهنم. ومن أنواع التعذيب، إملاء البطن بالماء حتى الاختناق، وربط يدي المتهم وراء ظهره، وربطه بحبل فوق راحته وبطنه ورفعه وخفضه معلقاً، سواء بمفرده أو مع أثقال تربط معه، والأسياخ المحمية، وسحق العظام بآلات ضاغطة، تمزيق الأرجل وفسخ الفك .. ولا يوقف التعذيب إلا إذا رأى الطبيب حياة المتهم في خطر، ولكن التعذيب يستأنف متى عاد المتهم إلى رشده أو جف دمه [1]. [1] انظر: محاكم التفتيش ص91 نقلاً عن سقوط غرناطة ص100.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 282