نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 281
فلا تنم تحت ظل الملك نومتنا ... وأي ملك بظلّ الملك لم ينمِ
يبكي عليه الذي قد كان يعرضه ... بأدمع مزجت أمواهها بدَمِ (1)
ومرت سنون، وخبا أثر مصرع الأندلس شيئا فشيئا في نفوس المسلمين، واسدل ستار من النسيان عليه، ولكن مأساة المسلمين المتنصرين "أو المور يسكين" لم تقف، وظهرت محاكم التفتيش التي هدفت إلى إبادة المسلمين في الأندلس.
لقد بدأت بمصرع غرناطة مرحلة مؤلمة ومؤسفة لشعب مغلوب، وعدو خائن نقض شروط المعاهدة بنداً بنداً، فمنعوا المسلمين من النطق بالعربية في الأندلس، وفرضوا إجلاء العرب الموجودين فيها، وحرق من بقي منهم، وزاد الكردينال "كمينسس" على ذلك، فأمر بجمع كل ما يستطاع جمعه من الكتب العربية ونظمت أكداسا في اكبر ساحات المدينة، وفيها علوم لا تقدر بثمن، بل هي خلاصة ما بقي من التفكير الإنساني وأحرقها [2]، لقد ظن رئيس الأساقفة بفعله ذلك أنه سوف يقضي على الإسلام في أسبانيا وأنى هذا له، وقد تركت حضارة الإسلام في الأندلس من الآثار ما يكفي لتخليد ذكرها على مر الدهور وكر العصور وإن للإسلام جولة وصولة من جديد بإذن الله في ديارنا التي سلبت من أيدينا وسيكون ذلك قريبا عندما يمكن الله لهذه الأمة وإنها لتمر في مراحلها المعاصرة نحو وعد الله بالنصر والفوز والفلاح، "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا".
(1) انظر: نفح الطيب (6/ 618 الى 288). [2] انظر: سقوط غرناطة ص98.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 281