نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 293
وهم عرايا حتى يتناثر اللحم عن العظم.
ولما شاهد الناس بأعينهم وسائل التعذيب جُنَّ جنونهم وانطلقوا - كمن به مسّ - فأمسكوا برئيس الدير ووضعوه في آلة التكسير، فدُقت عظامه دقاً، وسحقتها سحقاً.
وأمسكوا أمين سره، وزفُّوه إلى السيدة الجميلة، وأطبقوا عليهما الأبواب، فمزَّقته السكاكين شر ممزَّق، ثم أخرجوا الجثتين، وفعلوا بسائر العصابة وبقية الرهبان كذلك [1].
قلت: ومن سنن الله الجارية تسليط بعض الظالمين على بعض ولذلك انتقم الله من هؤلاء القساوسة المتوحشين الذين نزعت من قلوبهم أدنى مشاعر وأحاسيس الإنسانية وانقادوا في حزب الشيطان اللعين.
سابعاً: أهم أسباب سقوط غرناطة والأندلس عموماً:
1 - تفتت كيان الشمال الإفريقي بعد سقوط دولة الموحدين حيث تحملت دولة بني مرين حمل الجهاد وحدها في الأندلس إلا أنها ضعفت وعجزت عن أداء رسالتها الجهادية في الدفاع عن ما تبقى للإسلام في الأندلس.
2 - سعى ممالك إسبانيا نحو الإتحاد وتمّ ذلك في الزواج السياسي الهام الذي تم بين (فرناندوا) الذي أصبح ملكاً لمملكة أرجون، وإيزابيلا التي تبوأت عرش مملكة قشتالة فيما بعد ثم اتحدت المملكتان النصرانيتان وتعاونتا معاً بعد اتحادهما على القضاء كلية على سلطان المسلمين السياسي في الأندلس [2]. [1] انظر: مصرع غرناطة ص93. [2] المصدر السابق نفسه.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 293