نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 294
3 - الانغماس في الشهوات والركون إلى الدعة والترف وعدم إعداد الأمة للجهاد.
يقول المؤرخ النصراني كوندي: (العرب هووا عندما نسوا فضائلهم التي جاؤوا بها، وأصبحوا على قلب متقلب يميل إلى الخفة والمرح والاسترسال بالشهوات) [1].
أما شوقي أبو خليل فيقول: "والحقيقة تقول: إن الأندلسيين في أواخر أيامهم ألقوا بأنفسهم في أحضان النعيم، وناموا في ظل ظليل من الغنى والحياة العابثة، والمجون، وما يرضي الأهواء من ألوان الترف الفاجر، فذهبت أخلاقهم كما ماتت فيهم حمية آبائهم البواسل، الذين كانوا يتدربون على السلاح منذ نعومة أظفارهم، ويرسلون إلى الصحراء ليتمرَّسوا على الحياة الخشنة الجافية وغدا التهتك، والاغراق في المجون، واهتمام النساء بمظاهر التبرج والزينة والذهب واللآلئ.
لقد ديست التقاليد وانتشر المجون، وبحث الناس عن اللذة في مختلف صورها، فكانت الخمور والقيان والمتع، وأقبلوا على الحياة يعبُّون في بحرها ويسكرون بعطرها، لقد استناموا للشهوات والسهرات الماجنة، والجواري الشاديات، وبحكم البديهة فإن شعبا يهوى إلى هذا الدرك من الانحلال والميوعة والمجون، لايستطيع أن يصمد رجاله في الانحلال والميوعة والمجون، لايستطيع أن يصمد رجاله لحرب أو جهاد، أو يتكوّن منهم جيش قوي، كفء للحرب والمصاولة) [2]. [1] انظر: مصرع غرناطة ص94. [2] انظر: المصدر السابق نفسه.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 294