نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 331
ومن قائل يقول: سترون ما أصنع عند اللقاء، ومن قائل يقول: {وليعلمنَّ الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين .. } [1].
وقد افتخرت في كتابك بجموع الرُّوم وقيامهم معك، وعوّلت على بلوغ المُلك بحشودهم، وأنى لك هذا مع قول الله تعالى: {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون} [2]. ولما عاين أهل القصر الكبير النصارى واستبطؤوا وصول السلطان عبد الملك ارادوا الفرار والتحصن في الجبال، فقام الشيخ أبو المحاسن يوسف الفاسي بتثبيت الناس.
وكتب عبد الملك المعتصم بالله من مراكش إلى سبستيان: (إن سطوتك قد ظهرت في خروجك من أرضك، وجوازك العدوة، فإن ثبت الى أن تقدم عليك، فأنت نصراني حقيقي شجاع، وإلا فأنت كلب بن كلب) [3]. فليس من الشجاعة، ولا من روح الفروسية أن ينقض على سكان القرى والمدن والعزَّل، ولا ينتظر مقابلة المحاربين وكان لذلك الخطاب أثر في غضب سبستيان وقرر أخيراً التريث رغم مخالفة أركان جيشه الذين أشاروا عليه بالتقدم لاحتلال تطوان والعرايش والقصر [4].
وتحركت قوات عبد الملك المعتصم بالله، وسار أخوه أحمد المنصور بأهل فاس وماحولها وكان اللقاء قرب محلة القصر الكبير. [1] سورة العنكبوت: الآية 110. [2] الاستقصا (5/ 79) نقلاً عن وادي المخازن ص53. [3] انظر: وادي المخازن ص53. [4] انظر: وادي المخازن ص54.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 331