نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 370
الذي سعى في الاصلاح والياً عليهم بدلا من الحاكم الحفصي أبي بكر وسمع سكان الدواخل ببيعة الشيخ منصور حاكماً على المدينة، فجاءته البيعة من غريان، وترهونة ومسلاّته وبني وليد وخلفه رجل يقال له يوسف مات بالطاعون عام 885هـ وخلفه في الحكم مامي وبقي في الحكم نحو اثنتي عشرة سنة. وتوفي عام 898هـ واتفقت كلمة الطرابلسيين على تعيين الشيخ عبد الله بن شرف فولوه حاكماً عليهم، وكان رجلاً يميل إلى الزهد في الدنيا حتى لقب بالمرابط. وتغلب عليه أمر الزهد والانشغال بالعبادة ولم يكن أهلاً بالولاية فأهمل تحصين البلاد، وتقوية أبراجها وأسوارها وإعداد الجند اللازم للدفاع عن المدينة، فأصبحت عرضة لطمع الأعداء ولم تكن ثورة بني غراب ذات أثر كبير على ثروة البلاد ودام حكم الشيخ عبد الله بن شرف نحو 18 سنة توسع أهالي طرابلس في التجارة وجمع الأموال والثروات [1].
ويرأى الشيخ طاهر الزاوي بأن طرابلس منذ أن تولاها عبد الواحد بن حفص سنة 833هـ - إلى أن احتلها الإسبان سنة 916هـ كانت في رخاء مستمر وأمن شامل، واستطاع الأهالي أن يجمعوا ثروة هائلة كانت مضرب المثل في الشمال الإفريقي، وانغمس أهلها في متع الحياة ووقعوا في الترف الذي افسد عزائمهم، وأخلاقهم وضعفت روح الجهاد والكفاح والنضال في نفوسهم، فطمع فيهم الأعداء من النصارى فتكالبوا عليهم [2] وحانت الفرصة للإسبان فجهزوا مئة وعشرين قطعة بحرية وانضمت إليها سفن أخرى من مالطة،
وشحنت بخمسة عشر ألف جندي من الإسبان، وثلاثة الآف من [1] انظر: تاريخ الفتح العربي في ليبيا ص359. [2] المصدرالسابق نفسه ص360.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 370