نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 57
خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري، فأقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وان كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاصرفه عني واصرفني عنه. واقدر لي الخير حيث كان. ثم ارضني به".
والأئمة الأربعة وسائر من ذكر متفقون على ان الله تعالى يرى في الآخرة، وأن القرآن كلام الله.
فصاحب "المرشدة" لم يذكر فيها شيئاً من الاثبات الذي عليه طوائف أهل السنة والجماعة، ولاذكر فيها الايمان برسالة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا باليوم الآخر وما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من امر الجنة والنار والبعث والحساب وفتنة القبر والحوض وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الكبائر. فإن هذه الأصول كلها متفق عليها بين أهل السنة والجماعة. ومن عادات علمائهم أنهم يذكرون ذلك في العقائد المختصرة. بل اقتصر فيها على مايوافق اصله وهو القول بأن الله وجود مطلق، وهو قول المتفلسفة والجهمية والشيعة ونحوهم ممن اتفقت طوائف اهل السنة والجماعة. أهل المذاهب الأربعة وغيرهم على ابطال قوله.
فذكر فيها ماتقوله نفاة الصفات. ولم يذكر فيها صفة واحدة لله تعالى ثبوتية، وزعم في اولها انه قد وجب على كل مكلف ان يعلم ذلك، وقد اتفقت الأئمة على ان الواجب على المسلمين مااوجبه الله ورسوله وليس لأحد أن يوجب على المسلمين مالم يوجبه الله ورسوله والكلام الذي ذكره بعضه قد ذكره الله ورسوله فيجب التصديق به، وبعضه لم يذكره الله ولا رسوله ولا احد من السلف والأئمة فلا يجب على الناس أن يقولوا مالم يوجب الله قوله عليهم. وقد يقول الرجل كلمة وتكون حقا، لكن لايجب على كل الناس ان يقولوها، وليس له ان يوجب على الناس ان يقولوها فكيف إذا كانت الكلمة تتضمن باطلاً؟
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 57