نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 56
فالجهمية المعطلة نفاة الصفات من المتفلسفة والمعتزلة وغيرهم - الذين امتحنوا المسلمين، كما تقدم - كانوا على هذا الضلال، فلما أظهر الله تعالى أهل السنة والجماعة، ونصرهم. بقي هذا النفي في نفوس كثير من اتباعهم، فصاروا يظهرون تارة مع الرافضة القرامطة الباطنية، وتارة مع الجهمية الاتحادية وتارة يوافقونهم على انه وجود مطلق، ولايزيدون على ذلك.
وصاحب المرشدة كانت هذه عقيدته كما صرح بذلك في كتاب له كبير شرح فيه مذهبه في ذلك ذكر فيه ان الله تعالى وجود مطلق، كما يقول ذلك ابن سينا وبن سبعين وأمثالهم.
ولهذا لم يذكر في "مرشدته" الاعتقاد الذي يذكره أئمة العلم والدين من أهل السنة والجماعة أهل الحديث والفقه والتصوف والكلام وغيرهم من اتباع الأئمة الأربعة وغيرهم، كما يذكره أئمة الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية، وأهل الكلام! من الكلابية والأشعرية والكرامية وغيرهم، ومشائخ التصوف والزهد، وعلماء أهل الحديث فان هؤلاء كلهم متفقون على ان الله تعالى حي عالم بعلم، قادر بقدرة. كما قال تعالى: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} وقال تعالى: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} وقال تعالى: {لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه}. {أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة}.
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمهم السورة من القرآن يقول: "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة. ثم ليقل: اللهم إني استخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فانك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا اعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسميه باسمه -
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 56