responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 55
وليس هذا مثل هذا، واخبر انه حي، وعن بعض عباده انه حي، وليس هذا مثل هذا. وأخبر انه رؤوف رحيم، واخبر عن نبيه أنه رؤوف رحيم، وليس هذا مثل هذا. واخبر انه عليم حليم، واخبر عن بعض عباده بأنه عليم حليم، وليس هذا مثل هذا. وسمي نفسه الملك، وسمى بعض عباده الملك، وليس هذا مثل هذا. وهذا كثير في الكتاب والسنة، فكان سلف الأمة وأئمتها كأئمة المذاهب مثل أبي حنيفة ومالك والشافعي واحمد وغيرهم. على هذا إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل لايقولون بقول أهل التعطيل، نفاة الصفات، ولايقول أهل التمثيل المشبهة للخالق بالمخلوق، فهذه طريقة الرسل ومن آمن بهم وأما المخالفون للرسل - صلوات الله وسلامه عليهم - من المتفلسفة وأشباههم - فيصفون الرب تعالى "بالصفات السلبية" ليس كذا، ليس كذا، ولا يصفونه بشيء من صفات الاثبات، بل بالسلب الذي يوصف به المعدوم فيبقى ماذكروه مطابقاً للمعدوم، فلا يبقى فرق بين مايثبتونه وبين المعدوم وهم يقولون: إنه موجود ليس بمعدوم، فينافقون يثبتونه من وجه، ولايجحدونه من وجه آخر. ويقولون: إنه وجود مطلق، لا يتميز بصفة.
وقد علم الناس ان المطلق لايكون موجوداً، فانه ليس في الأمور الموجودة ماهو مطلق لايتعين، ولا يتميز عن غيره، وإنما يكون ذلك فيما يقدره المرء في نفسه، فيقدر امراً مطلقاً، وان كان لاحقيقة له في الخارج، فصار هؤلاء المتفلسفة الجهمية المعطلون لايجعلون الخالق سبحانه وتعالى موجوداً مبايناً لخلقه، بل إما أن يجعلوه مطلقا في ذهن الناس، او يجعلوه حالاً في المخلوقات، أو يقولون هو وجود المخلوقات ومعلوم أن الله كان قبل ان يخلق المخلوقات، وخلقها فلم يدخل فيها، فليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولافي ذاته شيء من مخلوقاته، وعلى ذلك دل الكتاب والسنة، واتفق عليه سلف الأمة وأئمتها،

نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست