responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 54
وقد قال غير واحد: من السلف والعلماء إن "الادراك" هو الاحاطة فالعباد يرون الله تعالى عيانا ولا يحيطون به. فهذا وأمثاله مما أخبر الله به ورسوله.
وقال تعالى في النفي: {ليس كمثله شيء} {فلا تجعلوا لله أنداداً}
{هل تعلم له سميا} {ولم يكن له كفواً أحد} فيبين في هذه الآيات ان الله لاكفو له، ولا ند له، ولا مثل له ولاسمي له، فمن قال: إن علم الله كعلمي، أو قدرته كقدرتي او كلامه مثل كلامي، او ارادته ومحبته ورضاه وغضبه مثل إرادتي ومحبتي ورضائي وغضبي، أو استواءه على العرش كاستوائي، أو نزوله كنزولي، او اتيانه كأتياني، ونحو ذلك فهذا قد شبه الله ومثله بخلقه. تعالى الله عما يقولون، وهو ضال خبيث مبطل بل كافر.
ومن قال: ان الله ليس له علم، ولاقدرة ولا كلام، ولامشيئة، ولا سمع ولابصر، ولامحبة ولارضى، ولاغضب، ولا استواء ولا اتيان ولانزل فقد عطل اسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وألحد في أسماء الله وآياته وهو ضال خبيث مبطل بل كافر، بل مذهب الأئمة والسلف اثبات الصفات ونفي التشبيه بالمخلوقات اثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل، كما قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري: من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ماوصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ماوصف به نفسه ولارسوله تشبيهاً.
ومما يبين ذلك. ان الله تعالى اخبرنا ان في الجنة ماءً ولبناً وخمراً وعسلاً ولحماً وفاكهة وحريراً وذهباً وفضة وغير ذلك. وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء فاذا كانت المخلوقات في الجنة توافق المخلوقات في الدنيا في الاسماء، والحقائق ليست مثل الحقائق، فكيف يكون الخالق مثل المخلوق اذا وافقه في الاسم؟!
والله تعالى قد اخبر انه سميع بصير. واخبر عن الإنسان أنه سميع بصير،

نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست