نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 53
والله تعالى بعث الرسل فوصفوه باثبات مفصل، ونفي مجمل، واعداء الرسل: الجهمية الفلاسفة ونحوهم وصفوه بنفي مفصل واثبات مجمل. فان الله سبحانه وتعالى أخبر في كتابه بأنه: بكل شيء عليم وانه على كل شيء قدير وانه حي قيوم، وانه عزيز حكيم، وانه غفور رحيم، وأنه سميع بصير. وأنه يحب المتقين والمحسنين والصابرين وانه لايحب الفساد، ولايرضى لعباده الكفر، وانه رضي عن المؤمنين ورضوا عنه، وانه يغضب على الكفار ويلعنهم، وانه إليه يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح يرفعه. وانه كلم موسى تكليما، وان القرآن نزل به الروح الأمين من الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. كما قال: "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين" وقال تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}.
وقد ثبت في صحيح مسلم عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ناد مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكوه: فيقولون: ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا، ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار، قال فيكشف الحجاب، فينظرون إليه، فما اعطاهم شيئاً احب إليهم من النظر إليه، وهي الزيادة" وقد استفاض عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح انه قال: "انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لاتضامون في رؤيته" و "ان الناس قالوا: يارسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضامون في رؤية الشمس صحواً ليس دونها حجاب؟ قالوا: لا. قال: فانكم سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر" فشبه صلى الله عليه وسلم الرؤية بالرؤية ولم يشبه المرئي بالمرئي فإن العباد لايحيطون بالله علما، ولاتدركه ابصارهم. كما قال تعالى: {لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 53