نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 59
يشأه. كما قال تعالى: {قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم. ومن تحت ارجلكم أو يلبسكم شيعاً}.
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم "انه لما نزل قوله تعالى: {قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم} قال اعوذ بوجهك {اومن تحت ارجلكم} قال: اعوذ بوجهك {او يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض} قال: هاتان اهون.
قالوا فهو يقدر الله عليهما وهو لايشاء ان يفعلهما، بل قد أجار الله هذه الأمة على لسان نبيها ان لايسلط عليهم عدواً من غيرهم فيحتاجهم، او يهلكهم بسنة عامة. وقد قال تعالى: {أيحسب الإنسان ان لن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه} فالله قادر على ذلك، وهو لايشاؤه، وقال تعالى: {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها .. } وقال تعالى: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة} فالله قادر على ذلك، فلو شاءه لفعله بقدرته، وهو لايشاؤه وقد شرحنا ماذكره فيها كلمة كلمة وبينا مافيها من صواب وخطأ ولفظ مجمل في كتاب آخر.
فالعالم الذي يعلم حقائق مافيها ويعرف ما جاء به الكتاب والسنة لايضره ذلك، فانه يعطي كل ذي حق حقه، ولا حاجة لأحد أن يعدل عما جاء في الكتاب والسنة، واتفق عليه سلف الأمة وأئمتها الى ما أحدثه بعض الناس مما قد يتضمن خلاف ذلك، او يوقع الناس في خلاف ذلك، وليس لأحد أن يضع للناس عقيدة ولا عبادة من عنده، بل عليه ان يتبع ولا يبتدع، ويقتدى ولا يبتدي، فان الله سبحانه بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً. وقال له: {قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} وقال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 59