نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 64
هي مزيج مضطرب من أغلب الفرق والمذاهب الإسلامية ولهذا فإنه يبدو من المقبول أن يطلق عليها العقيدة التومرتية، وذلك لتميزها عن كل المذاهب السابقة بمنهج مستقل [1].
ومما لاشك فيه أن الخليط التومرتي في الأفكار والعقائد كان له أثره بعد ذلك على بلاد المغرب، وخصوصاً بعد أن أصبح لهذه الأفكار كيان سياسي يحميها وأصبح له نفوذه على معظم بلاد المغرب.
وقد تحدث المؤرخ المغربي السلاوي عن هذا الأمر بقوله: " ... وأما حالهم - يعني أهل المغرب - في الأصول والاعتقادات فبعد أن طهرهم الله من نزعة الخارجية أولا والرافضية ثانيا أقاموا على مذهب أهل السنة والجماعة مقلدين للجمهور من السلف - رضي الله عنهم - في الإيمان بالمتشابه وعدم التعرض له بالتأويل مع التنزيه عن الظاهر ... واستمر الحال على ذلك مدة إلى أن ظهر محمد بن تومرت مهدي الموحدين في صدر المائة السادسة" [2].
لقد اشتط ابن تومرت وانحرف عن المنهج الصحيح من اجل تحقيق اهدافه ولذلك نجده كفر من لم يؤمن بما يقول، ويعتنق ما يدعو إليه، واستباح دمه حتى ولو كان من أتباعه كما قال بكفر دولة المرابطين ووجوب جهادها، ولتأصيل هذا المبدأ في نفوس أصحابه فقد صرّح به في أكثر من مناسبة، كما ضمنه كتبه التي ألفها لهم، ورسائله التي كان يبعثها إلى الموحدين حيثما كانوا، حيث جاء في احدى رسائله أن المرابطين قد عملوا " ... على اهلاك الحرث والنسل، والاعتداء على الناس في أخذ أموالهم، وخراب ديارهم، وفساد بلادهم، [1] الدعوة الموحدية بالمغرب عبد الله علام ص (151) [2] السلاوي (1/ 126 - 127)
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 64