نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 67
ومن داهن .. قتل".
كما ذكر كل من البيدق [1] وابن القطان [2]، وغيرهما من المؤرخين [3] أن ابن تومرت كان يقوم بما يسمى بعملية التمييز لأتباعه حيث يقتل كل من يشك في ولائه لدعوته، وقد ذكر لنا البيدق وصفاً لعملية التمييز التي قام بها ابن تومرت قبل موقعة البحيرة سنة 524هـ حيث قال: "فأمر بالميز فكان البشير [4] يخرج بالمخالفين المنافقين والخبثاء من الموحدين، حتى امتاز الخبيث من الطيب ورأى الناس الحق عيانا، وازداد الذين آمنوا ايماناً وذاق الظالمون النار، فظنوا مواقعوها، ومالهم عنها من محيص ... فمات يومئذ من الناس خمس قبائل ... " [5].
وكانت مخادعة ابن تومرت للناس في قضية التمييز بإتفاق مع الونشريسي حيث طلب منه بن تومرت أن يخفي علمه وحفظه للقرآن ويظهر امام القبائل كأنه مجنون يسيل لعابه على وجهه.
قال الذهبي: (فلما كان عام تسعة عشر وخمس مئة، خرج يوماً فقال: تعلمون أن البشير - يريد الونشريسي - رجل أمي، ولا يثبت على دابة، فقد جعله الله مبشراً لكم، مطلعاً على أسراركم، وهو آية لكم، قد حفظ القرآن، وتعلم الركوب، وقال: اقرأ، فقرأ الختمة في أربعة أيام، وركب حصاناً وساقه، فبهتوا، وعدُّوها آية لغباوتهم، فقام خطيباً، وتلا: {ليميز الله الخبيث من [1] انظر: اخبار المهدي (تحقيق عبد الحميد حاجيان ص (71 - 72) [2] نظم الجمان ص (102 - 104) [3] كأبن الاثير، وابن خلدون، وابن العماد، والسلاوي [4] هو ابو عبد الله بن محسن الونشريشي [5] انظر: مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود العدد السادس ص (568)
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 67