نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 68
الطيب}، وتلا: {منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون}، فهذا البشير مطلع على الأنفس، مُلهمَم، ونبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: (إنّ في هذه الأمة محدثين، وإن عمر منهم" [1] وقد صحبنا أقوام أطلعه الله على سرهم، ولابُدّ من النظر في أمرهم، وتيمُّم العدل فيهم، ثم نودي في جبال المصامدة: من كان مطيعاً للإمام، فليأت، فأقبلوا يُهْرَعُون، فكانوا يُعرضون على البشير، فيُخرج قوماً على يمينه ويعُدُّهم من أهل الجنة، وقوماً على يساره، فيقول هؤلاء شاكون في الأمر، وكان يؤتى بالرجل منهم، فيقول: هذا تائب ردُّوه على اليمين تاب البارحة، فيعترف بما قال، واتفقت له فيهم عجائب، حتى كان يُطلق أهل اليسار، وهم يعلمون أن مآلهم إلى القتل، فلا يفِرُّ منهم أحد، وإذا تجمع منهم عدة، قتلهم قراباتهم حتى يقتل الأخ أخاه ... ) [2].
قال شعيب الأرنوط في استدلال ابن تومرت بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنّ في هذه الأمة محدَّثين، وإن عمر منهم) في الونشريسي بأنه ملهم: (واستشهاد ابن تومرت بالحديث في غير محله، وهو دال على سوء طويته، وجراءته على الله ورسوله، فإن البشير الونشريسي قد باع نفسه من الشيطان، وصار يستلهم منه الحيل الماكرة، والأساليب الخبيثة لإضلال الناس وإفسادهم إرضاءً لسيده ابن تومرت الذي اتخذه مطية لأطماعه، وتحصيل مرامه، فهو من أبعد الناس عن منزلة التحديث الجليلة التي اختص بها أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ... ) [3]. [1] البخاري (7/ 42) رقم 3689 [2] سير أعلام النبلاء (19/ 546) [3] الذهبي سير أعلام النبلاء (19/ 546)
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 68