نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 79
العصابة المعنيون بقوله عليه الصلاة والسلام: لاتزال طائفة بالمغرب ظاهرين على الحق لايضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله، وأنتم الذين يفتح الله بكم فارس والروم، ويقتل الدجال، ومنكم الأمير الذي يصلي بعيسى ابن مريم، ولايزال الأمير فيكم إلى قيام الساعة ... ) [1].
وحرص بن تومرت على رد كل ما يوقع في نفوس أصحابه من الوهن من طعون المرابطين الموجهة إلى هذه الدعوة التي اصبحوا من أنصارها، فكان لايكل ولا يمل في تفنيد كل ماوجهه المرابطون من حملة مضادة ضد دعوته البدعية وقاد بن تومرت حملة دعائية مضادة، ومن ذلك ماخاطب به أصحابه قائلاً: "واعلموا وفقكم الله أن المجسمين والمكّارين وكل من نسب إلى العلم أشد في الصد عن سبيل الله من إبليس اللعين، فلا تلتفتوا إلى مايقولونه، فإنه كذب وبهتان وافتراء على الله ورسوله، ومانسبوكم إليه من الخلاف لله والرسول فذلك خب وغش للمسلمين وخيانة لله ورسوله ... فانتبهوا وفقكم الله لهذه الحيل التي يحتالون بها على عيشهم ودنياهم حتى حملهم ذلك على الافتراء على الله ورسوله حتى عكسوا الحقائق وقلبوها وحرّفوا الكلام عن مواضعه. ونسبوا من دعا إلى التوبة والتوحيد واتباع السنة إلى الخلاف وسموه مخالفاً ببغيهم .. " [2].
لقد استطاع بن تومرت أن يقنع اتباعه وانصاره بأنهم الطائفة المنصورة والتي تقيم أمر الله وتجاهد في سبيله وشحن بذلك النفوس، واقنع العقول، وأخذ خطوة أخرى لتعزيز مكانته وبسط هيمنته على اتباعه وزعم بأنه المهدي المنتظر والإمام المعصوم. [1] المعجب للمراكشي ص (256، 257) [2] رسالة إلى الاتباع ص (4) وأيضاً الرسالة المنظمة ص (108)
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 79