responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 143
خاطب فيه الغزالي السلطان محمد وذكّره بنعم الله عليه وأهم تلك النعم نعمة الإيمان, وبين له أن للإيمان عشرة أصول وعشرة فروع: أما أصول الإيمان فهي: اعلم أيها السلطان أنك مخلوق ولك خالق وهو خالق العالم وجميع الكون: اعلم أن الباري تعالى ليس له صورة ولا مثل، وأنه على كل شيء قدير، وأن علمه محيط بكل شيء، وأنه سميع بصير ويقول للشيء كن فيكون، وأمره تعالى على جميع الخلق نافذ، وأن جميع ما في العالم مخلوق له تعالى وليس معه شريك، وبعد ألموت حساب وسؤال وصراط وجنة ونار.
وجعل الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - آخر الأنبياء وأوصل نبوته إلى درجة الكمال وأمر الخلائق من الإنس والجن بطاعته [1]، وأما فروع شجرة الإيمان فهي: العدل والإنصاف, واستماع نصيحة العلماء المخلصين، وأن يحارب الظلم من أي جهة صدر، ويبتعد عن الغضب ويميل إلى العفو والكرم والتجاوز، ويرضى لنفسه ما يرضاه للمسلمين, وقضاء حوائج المسلمين أفضل من نوافل العبادات، وأن يبتعد عن الشهوات، والرفق واللطف خير من الشدة والعنف، وكسب رضا الرعية ضمن موافقة الشرع، ألا يطلب رضا أحد بمخالفة الشرع، ومن نصائحه أن يعرف لماذا وجد الإنسان في الدنيا، وأن يعرف مصيره، ثم يحذره من الجور والفساد، وأن يبتعد عن أعمال اللهو كلعب الشطرنج والنرد وشرب الخمر وضرب الكرة والصولجان والصيد لأن ذلك يمنعه من أمور الرعية وعلى السلطان أن يعين رعيته في أوقات الأزمات الاقتصادية، وأن يكون عالي الهمة، وأن يتحلى بالحكمة، وأن يستعمل عقله. ثم ذكر شروط الوزير: أن يكون كاتباً، صالحاً عادلاً، وهو حاجة ملحة، كما يذكر شروط الكاتب ومنها: خفة الروح, عالماً ببراية القلم, وأن يعطى كل حرف حقه. كما يتعرض لخير النساء وهي الولود الخفيفة المهر، صاحبة الديانة والعفاف والستر [2]. ويبدو أن هذا السلطان كان يصغى لنصائح الغزالي وأخذ ببعضها فقد حرص على العدل والإحسان وتقريب أهل الدين والمعرفة.
3 - محاربته للباطنية: انتهزت الباطنية الإسماعيلية فرصة الاضطرابات التي حدثت بعد وفاة ملكشاه والصراع الذي وقع بين أبناء البيت السلجوقي، فسعوا إلى التمكين لأنفسهم عن طريق الاستيلاء على مزيد من القلاع والأماكن الحصينة والتسلل إلى بلاد السلاطين وإلى جيوشهم، وكان جيش بركيارق من الجيوش التي تزايد فيها نفوذهم، وانتشر فيه دعاتهم, ويبدو أن بركيارق لم يشأ أن يصطدم معهم بسبب انشغاله في الصراعات الدائرة

[1] التبر المسبوك, نقلاً عن الحضارة الإسلامية في بغداد، ص 234.
[2] المنتظم (9/ 121).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست