نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 156
أسفر اللقاء عن هزيمة جيش مسعود وجيوش بك، وأسر أبو إسماعيل الحسين بن علي الطغرائي ([1])،
وزير مسعود الذي قتله السلطان محمود، ثم أرسل مسعود إلى أخيه السلطان محمود يطلب منه الأمان والصفح، وجاء إليه وتعانقا وتصافيا، وأرسل السلطان محمود إلى السلطان سنجر يخبره بما فعل مع أخيه مسعود، فما كان من السلطان سنجر إلا أن سعد بتصافى الأخوين وإنهاء الخلاف والنزاع بينهما [2].
3 - البداية الفعلية للنزاع بين الخلافة العباسية والدولة السلجوقية: في سنة 519هـ كانت البداية الفعلية للنزاع بين الخلافة العباسية والدولة السلجوقية، عندما لجأ دبيس بن صدقة إلى طغرل بن محمد حيث حسن له الاستيلاء على العراق وطلب السلطنة، فاستجاب طغرل لإغراء دبيس له فسار الاثنان على رأس جيش كبير إلى بغداد لقتال الخليفة المسترشد بالله والسلطان محمود بن محمد، وكان سبب مسيرة دبيس بن صدقة لحرب الخليفة ما بينهما من نزاع وخلاف، بينما كان هدف طغرل هو انتزاع لقب السلطان من أخيه محمود بن محمد، وحينما بلغ الخليفة أن طغرل ودبيس بن صدقة أعدا جيشاً لقتاله، أعد هو الآخر جيشاً وخرج لصدهما إلا أن طغرل مرض فجأة ومن ثم لم يشترك في الحرب ضد الخليفة المسترشد بالله، وتقابل جيش الخليفة مع جيش دبيس بن صدقة، إلا أن دبيساً طلب العفو من الخليفة وقبل الأرض بين يديه، مما جعل الخليفة يصفح عنه [3].
4 - اضطراب الأحوال بين الخليفة العباسي المسترشد باللهوالسلطان محمود:
وكان سبب هذا الاضطراب بينهما أن الخليفة هدد الشحنة [4]، فاضطر إلى مغادرة بغداد خوفاً من أن يصيبه أذى فلحق بالسلطان محمود الذي أغراه بالخليفة في رجب سنة 540هـ وحذره من الخليفة وأخبره أنه يعد العدة ضده ليمنعه من دخول بغداد، فلما علم الخليفة بذلك أرسل إليه يطلب منه تأجيل خروجه إلى حين إصلاح البلاد على أثر ما سببه دبيس وجيشه من فساد وكثرة الغلاء، ثم استعد الخليفة لإرسال المال على شرط أن يتأخر في القدوم إلى بغداد، فما كان جواب السلطان إلا أن نفذ ما قرره له الزكوى، وصمم العزم على التوجه إلى بغداد، ونزل بباب الشماسية [5]، فلما بلغ الخبر الخليفة العباسي المسترشد بالله عبر مع أهله إلى الجانب الغربي راحلاً من بغداد, فغضب السلطان لقوله وتوجه إلى بغداد وبقي الخليفة بالجانب الغربي، وكان لخطبته في عيد الأضحى أثر كبير في نفوس الناس [1] وفيات الأعيان (2/ 185 - 190). [2] دول الإسلام (2/ 41). [3] الدولة السلجوقية في عهد سنجر، ص 107. [4] الشحنة: مندوب الخليفة أو السلطان ويرأس شرطة المدينة. [5] الشماسية: تقع خارج بغداد وينسب إليها باب الشماسية أحد أبواب بغداد.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 156