responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 159
بين الأخوين المتحاربين إلى أن اضطرا إلى عقد الصلح بعد أن تدخل الخليفة المسترشد العباسي بينهما، واتفق الطرفان على أن تكون السلطنة لمسعود، وأن تؤول إلى سلجوقشاه من بعده ويرجع السبب في نجاح مسعى الخليفة في هذا الصلح إلى ظهور العدو المشترك، وهو سنجر بن ملكشاه وأما المعسكر الثالث فكان يتكون من طغرل بن السلطان محمود، يناصره عمه سنجر، وقد استطاع سنجر أن يجمع من إقليم خراسان عدداً كبيراً من الجند هزم به مسعوداً وأنصاره عند مدينة همذان، ونادى بالسلطنة لابن أخيه طغرل [1].
ولم يكن من المعقول أن يرضى المعسكران الآخران عن تولية طغرل السلطنة؛ لذا تضاربت مصالح البيت السلجوقي وتعقدت، فنشبت الحروب بين هذه القوى الثلاث، وأدى ذلك كله إلى اضطراب الشرق الإسلامي في ذلك الوقت وقد انتهت أدوار النزاع بين أفراد السلاجقة بجلوس السلطان مسعود على عرش السلطنة عام 528هـ, قال ابن خلكان عن السلطان مسعود: كان عادلاً ليناً، كبير النفس، فرق مملكته على أصحابه وما ناوأه أحد إلا وظفر به، وقتل خلقاً من كبار الأمراء ... وأقبل مسعود على اللّذات والبطالة، وحدثت له علَّةُ الغثيان مدة، وجرت بينه وبين عمه سنجر منازعة ثم تصالحا [2]. كان كثير المزاح، حسن الخلق كريماً، عفيفاً عن أموال الرعية، من أحسن السلاطين سيرة وألينهم عريكة [3]. قال عنه الذهبي: أبطل مكوساً ومظالم كثيرة، وعدل، واتسع ملكه، وكان يميل إلى العلماء والصالحين، ويتواضع لهم [4]. ويستجيب للوعظ ففي يوم الجمعة المنتصف من ذي القعدة جلس ابن العبَّادي الواعظ، فتكلم والسلطان مسعود حاضر, وكان قد وضع على الناس مكساً في البيع فاحشاً فقال في جملة وعظه: يا سلطان العالم، أنت تطلق في بعض الأحيان للمُغني إذا طربت قريباً ممَّا وضعت على المسلمين من هذا المَكْس فهبني مغنياً وقد طربت فهب لي هذا المكس شكراً لنعم الله عليك وأسقطه عن الناس، فأشار السلطان بيده أن قد فعلت فضج الناس بالدُّعاء له، وكتب بذلك سجلات، ونودي في البلد بإسقاط ذلك المكس، ففرح الناس بذلك [5]. كان السلطان مسعود بطلاً شجاعاً، ذا رأي وشهامة، تليق به السلطنة [6] مات في جمادي الآخرة سنة سبع وأربعين وخمسمائة. قال عنه ابن كثير: حصل له من التمكن والسعادة شيء كثير لم يحصل لغيره, وجرت له خطوب كثيرة وحروب طويلة [7].
- وفاة السلطان مسعود عام 547هـ: توفي السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه بهمذان عام 547هـ, وعهد إلى ابن أخيه ملكشاه بن السلطان محمود بن محمد، وخطب له

[1] الشرق الإسلامي قبيل الغزو المغولي, ص 58.
[2] سير أعلام النبلاء (20/ 385).
[3] المصدر نفسه (20/ 385).
[4] المصدر نفسه (20/ 385).
[5] البداية والنهاية (16/ 340).
[6] سير أعلام النبلاء (20/ 385).
[7] البداية والنهاية (16/ 367).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست