نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 171
وخادمك [1]. وعندما علم المسترشد بقدوم السلطان محمود إلى بغداد عزم على مواجهته وقال: فوضنا أمورنا إلى آل سلجوق، فبغوا علينا، فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون [2]. فاستعد الخليفة للمواجهة وعبر بالناس إلى الجانب الغربي من بغداد، ثم عبر إلى الجانب الشرقي حيث نزل السلاجقة وأرغمهم على الخروج من بغداد إلا أن الخليفة أذعن لشروط الصلح مع السلطان محمود بعد أن خذله أصحابه من الأمراء ([3])،
فسلم الخليفة وقبل بشروط عدم تجهيز الجيوش وتدوين العسكر وما لبثت الأمور أن جاءت لصالح الخليفة، حيث خرج على السلطان محمود أخوه مسعود وعمه سنجر وعدد من الأمراء، فرحل السلطان محمود عن بغداد فبعث إليه المسترشد يقول له: إنك تعلم ما بيني وبينك من العهد واليمين وإني لا أخرج ولا أدون عسكراً، وإذا خرجت عاد العدو وملك الحلة وربما تجدد منه ما تعلم، فكتب إليه السلطان محمود قائلاً: متى رحلت عن العراق وجدت له حركة، وخفت على نفسك وعلى المسلمين وتجدد لي أمر مع أخي فلم أقدر على المجيء فقط نزلت عن اليمين التي بيننا، فمهما رأيت من المصلحة فافعله [4] , فشرع المسترشد بتعبئة الجند استعداداً لمد نفوذ الخلافة وخرج بنفسه يقود الجيش ويباشر القتال [5]، واستطاع أن يصد جيوش عماد الدين زنكي ودبيس بن صدقة الذين توجهوا إلى بغداد [6]، وحاصر الموصل وأخضع تكريت لسلطان الخلافة [7]، إلا أن صحوة الخلافة ونهضتها بعد طول سيطرة وتصميم على التخلص نهائياً من سيطرة السلاجقة، جعلت المسترشد أكثر اندفاعاً دون أن يستكمل قوته ويستغل الظروف الملائمة وكان لإصراره على الخروج من بغداد لملاقاة السلطان مسعود دون أن يلتفت لنصيحة خاصته ومستشاريه في البقاء في بغداد [8]، أثر في تفكك جيش الخلافة بعد أن تخاذل بعض القادة الأتراك وانضموا إلى السلطان مسعود، فلم يبق مع الخليفة سوى من تبعه من أهل بغداد مما سهل على السلاجقة أسره واشترطوا عليه على مال يؤديه وألا يعود لجمع العساكر ولا يخرج من داره [9]، ثم قتل كما بينا سابقاً. وتولى الخلافة بعد مقتل المسترشد ابنه أبو جعفر الملقب بالراشد ([10])،
وحدد [1] المنتظم (9/ 254، 255). [2] الجيش وتأثيراته في سياسة الدولة الإسلامية، ص 249. [3] المنتظم (10/ 3). [4] المصدر نفسه (10/ 20) .. [5] المصدر نفسه (10/ 45 - 50). [6] مآثر الإنافة (2/ 25، 26). [7] الباهر لابن الأثير، ص 47. [8] ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي، ص 250،251. [9] الجيش وتأثيراته في سياسة الدولة الإسلامية، ص 250. [10] المنتظم (10/ 50).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 171