نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 25
يد السامانيين [1]، وقد استطاع البويهيون انتزاع كرمان من السامانيين والاستيلاء عليها وجباية أموالها التي قاموا بإنفاقها على جيوشهم عام 324هـ [2]، كما أسهمت الأوضاع التي وصل إليها السامانيون في اقتسام أملاكهم بين القراخانيين والغزنويين، حيث أخذ القراخانيون ما وراء النهر، أما ما تبقى من مناطق أخرى فكان من حق الغزنويين [3].
2 - الغزنويون: 351 - 582 هـ: أخذت الدولة الغزنوية اسمها من مدينة غزنة إحدى المدن في أفغانستان، ويرجع ظهور هذه الدولة إلى أحد القادة المسلمين المسمى «سبكتكين» فقد تولى منطقة غزنة من قِبل السامانيين، ثم مد سبكتكين سلطانه في الشرق حيث ضم إقليم خراسان الذي ولاه عليه نوح بن منصور الساماني في سنة 384هـ مكافأة له على قمع الثوار في بلاد النهر, لكن سبكتكين اتجه بأعماله نحو الهند ولم يكن اتجاهه نحو البلاد التي كانت في حوزة السامانيين إلا تلبية لرغبته حين استعانوا به على قمع حركات الخارجين عليهم في خراسان، فقد انضم بقواته إلى نوح بن نصر الساماني في قتال الخارجين في خراسان وفي قتاله للبويهيين الذين رغبوا في الاستيلاء على خراسان من أملاك السامانيين, واستطاع سبكتكين وابنه محمود مع قوات السامانيين الانتصار على هؤلاء الخارجين، كما انتصروا على بني بويه وأعادوا للسامانيين مدينة نيسابور, وبعودة نيسابور إلى السامانيين ولى نوح الساماني ابنه محمود بن سبكتين عليها، كما ولاه على جيوش خراسان ولقبه بـ «سيف الدولة» ولقب أخاه سبكتكين بـ «ناصر الدولة» [4] وقد ولى سبكتكين منُذ أول الأمر وجهه شطر الأقاليم الهندية [5] فتمكن وعظم، وأخذ يُغير على أطراف الهند، وافتتح قلاعاً، وتمت له ملاحم مع الهنود [6] واشتبك مع أحد ملوكهم - ويدعى جيبال- في حروب طاحنة, واستطاع سبكتكين أن يلحق به الهزيمة سنة 369هـ وأجبره على طلب الصلح على مال يؤديه وبلاد يسلمهما وخمسين فيلاً يحملها إليه، فاستقر ذلك ورهن عنده جماعة من أهله على تسليم البلاد، وسير معه سبكتكين من يتسلمها، فلما أبعد جيبال ملك الهند قبض على من معه من المسلمين وجعلهم عنده عوضاً عن رهائنه، فلما سمع سبكتكين بذلك ..
سار نحو الهند فأخرب كل ما مر عليه من بلادهم، وقصد «لمغان» وهي من أحسن قلاعهم فافتتحها عنوة، وهد بيوت الأصنام وأقام فيها شعائر الإسلام .. ثم عاد إلى غزنة وسار خلفه جيبال في مائة ألف مقاتل، فلقيه سبكتكين وألحق به هزيمة كبيرة وأسر منهم ما لا يعد وغنم أموالهم [1] العالم الإسلامي في العصر العباسي، ص 366. [2] الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 20. [3] الكامل في التاريخ, نقلاً عن الدولة السلجوقية. [4] العالم الإسلامي في العصر العباسي، ص 386. [5] العالم الإسلامي في العصر العباسي، ص 386. [6] سير أعلام النبلاء (17/ 484).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 25