نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 24
كما عدلوا عن إنشاء وترميم ما تهدم من هذه الحصون, وكان لهذا التطور في طريقة الدفاع عن الأراضي الإسلامية تأثيره على علاقة الإسلام بالتركستان، إذ عبر كثير من سكان ما وراء النهر في جماعات متتابعة إلى مناطق المراعي بل وإلى داخل المناطق الصحراوية حيث أنشأوا مدناً صغيرة في شكل مستعمرات سكانية استقروا بها، وبدأوا منها نشاطهم الاقتصادي وواكب هذا النشاط الاقتصادي نشاط ملحوظ في الدعوة إلى الإسلام قام بالدور الأساسي فيه الدعاة إلى الله المتجردون المخلصون، فقد كان لهذا التطور - بالإضافة إلى ما صاحبه وسبقه من نشاط تجاري- دوره الكبير في تعرف الأتراك على الإسلام، هذا التعرف الذي انتهى بهم إلى الدخول فيه ([1])،
نظراً لما تتميز به عقائد الإسلام من بساطة تناسب طبيعتهم البدوية بالإضافة إلى ما تميز به الإسلام من سمو روحي، وتفوق مادي حضاري أدركوا أثرهما في سلوك مواطنيهم الذين سبق أن هاجروا إلى ما وراء النهر، ثم عاد بعضهم مع القادمين الجدد الذين أقاموا المدن المستعمرة بين ظهرانيهم في المراعي داخل الصحراء [2]، ومن فضل الله وتوفيقه أن الإسلام الذي انتشر بين صفوف الترك في ظل آل سامان كان الإسلام السني [3]، وقد كان الأتراك متحمسين لهذا المذهب.
أ- نهاية الدولة السامانية: أثبت الأمير الساماني أحمد بن إسماعيل جدارة في الحكم, فقد تغلب على جميع المتاعب وتمكن من تذليل مشاكل الحكم التي واجهته خلال عهده، وبعد وفاته سنة 301هـ، خلفه السعيد نصر الذي كان طفلاً في الثامنة من عمره، فاضطربت أمور الدولة السامانية في أول عهده وظهرت الفتن وتمرد أمراء الأطراف محاولين الاستقلال بولاياتهم، ولكن هذا الأمير الساماني الذي طال حكمه مدة ثلاثين عاماً تمكن أثناءها من التغلب على هؤلاء الطامعين جميعاً [4] , ولكن ينبغي ألا ننسى أن بوادر الضعف وعلائم الانهيار ظهرت منُذ منتصف القرن الرابع الهجري، حيث ظهرت حركات الانقسام في صفوف الأسرة السامانية الحاكمة نفسها، وذلك عندما أراد إسحاق بن أحمد عم السعيد نصر الاستيلاء على الحكم, وقد اتخذ سمرقند قاعدة لفعالياته [5]، وبدأت الدولة السامانية في الضعف ووافق ظهور الدولة البويهية الشيعية التي كانت قد تمكنت من العراق, وقد تطلع البويهيون إلى السيطرة على أملاك الدولة السامانية واشتبك الطرفان في حروب, وقد تعرضت الدولة السامانية لضغوط متزايدة من كل الجهات، فمن الشمال والغرب تعرضت لضغط الديلم والعلويين، كما تعرضت لضغط خانات الأتراك الذين دخلوا الإسلام على [1] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني في المشرق الإسلامي، ص 101. [2] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني في المشرق الإسلامي، ص 101. [3] المصدر نفسه، ص 102. [4] الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 19. [5] تاريخ الطبري, نقلاً عن الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 19.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 24