نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 23
والياً على بلاد ما وراء النهر بأكملها وقد تولى مناصب الولاية والحكم في مرحلة مهمة جداً في تاريخ السامانيين حيث يمكن اعتبارها البداية الحقيقية لقيام الدولة السامانية، فقد هيأت الظروف السائدة في هذا الإقليم البعيد عن مركز الخلافة العباسية للسامانيين فرصة وطدوا من خلالها حكمهم هناك، فأصبحوا شبه مستقلين آخذين على عاتقهم مسئولية حماية الأراضي الإسلامية، فضلاً عن تأمين استمرار التجارة وتدفق السلع المختلفة إلى مناطقهم, واستطاعوا أن يحققوا لأنفسهم استقراراً سياسياً واقتصادياً جعلهم فيما بعد قادرين على التوجه نحو خراسان [1]، وبعد وفاة نصر تولى مقاليد الأمور في الدولة السامانية أخوه إسماعيل بن أحمد سنة 279هـ [2] والذي يُعد من أعظم حكام السامانيين بلا منازع في المجالات السياسية والحربية والإدارية على السواء، فقد شهدت الدولة السامانية في عهده، رفاهاً واستقراراً سياسياً حيث اتسعت حدودها وتوطّد استقلالها أكثر من ذي قبل [3] وقد اتخذ إسماعيل من بخارى عاصمة له فشهدت في عهده ازدهاراً فكرياً واسعاً حيث ترعرعت ونشطت الثقافة الإسلامية [4] وبعد وفاة إسماعيل [5] تولى الحكم في الدولة السامانية ابنه أحمد وذلك عام 295هـ وأقر الخليفة المكتقي (289 - 295هـ) حكمه عندما بعث إليه بعهده على خراسان وما وراء النهر في ربيع الآخر من السنة نفسها ([6])،
وقد أثبت الأمير الساماني أحمد بن إسماعيل جدارة في الحكم؛ فقد تغلب على جميع المتاعب وتمكن من تذليل مشاكل الحكم التي واجهته خلال عهده، فقد انتصر في عدة مواقع على الأتراك الرحالة الوثنيين خارج حدود الخلافة, وعلى ذلك ولاه الخليفة شرطة بغداد، وأعمال فارس وكرمان [7]، وقد اهتم السامانيون بنشر الإسلام في صفوف الترك، وقاموا بتغيير استراتيجيتهم في القتال مع الترك؛ وذلك أن السامانيين عدلوا عن أسلوب الدفاع الذي كان متبعاً في وادي سيحون ضد الكفار من الترك منُذ شرع قتيبة بن مسلم في فتح هذه البلاد, وكان هذا الأسلوب القديم يعتمد على إقامة الحصون، وحفر الخنادق التي تحمي المسلمين من غارات الترك المفاجئة، فلما جاء السامانيون عدلوا عن موقف الدفاع من وراء الحصون والخنادق عند وادي سيحون إلى موقف الهجوم على مناطق المراعي لتأديب الأتراك المغيرين، [1] مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية، سهيل، ص 16. [2] تاريخ الطبري, نقلاً عن الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 17. [3] الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 17. [4] الدويلات الإسلامية في الشرق، محمد علي حيدر، ص 97. [5] الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 18. [6] تاريخ الطبري, نقلاً عن الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 19. [7] الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 19.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 23