نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 300
الغربي عشرون حلقة لأصحاب الرأي فلما كان في الجمعة الثانية لم يثبت منها إلا ثلاث حلقات أو أربع حلقات، ولم تكن إقامته في العراق مستمرة بل كان يتردد بينها وبين مكة, قال الحسن بن محمد الزعفراني: قدم علينا الشافعي سنة خمس وتسعين ومائة فأقام
عندنا سنتين ثم خرج إلى مكة ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين ومائة فأقام عندنا أشهراً ثم خرج إلى مصر [1].
11 - رحلته إلى مصر: كانت نفسه تتوق إلى مصر رغماً عنها, وكان لا يدري حقيقة هذه الرغبة ولكنه استسلم أخيراً لقضاء الله وخرج من العراق إلى مصر وفي ذلك يقول:
لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر ... ومن دونها أرض المهامه والقفر
فوالله ما أدري أ للفوز والغنى ... أساق إليها أم أساق إلى القبر (2)
وحين قدم الشافعي -رحمه الله- مصر ذهب إلى جامع عمرو بن العاص وتحدث به لأول مرة فأحبه الناس وتعلقوا به [3]. قال هارون بن سعيد الأيلي: ما رأيت مثل الشافعي قدم علينا مصر فقيل قدم رجل من قريش فجئناه وهو يصلي فما رأينا أحسن صلاة منه ولا أحسن وجهاً منه فلما تكلم ما رأينا أحسن كلاماً منه فافتتنا به [4]، وهناك برز للناس علم الشافعي وسعة اطلاعه واستفاد هو من رحلاته وعمد إلى كتبه التي كتبها من قبل يراجعها ويصحح ما أخطأ فيه ورجع عن كثير من أقواله وأظهر مذهبه الجديد وأعاد تأليف كتبه ولازمه كثير من العلماء الذين أثر فيهم علم الشافعي ومنهجه وحرصه على متابعة السنة [5]. ومما مضى من سيرة الشافعي نستفيد الدروس الآتية:
* في نصيحة الرجل الزهري خير عظيم ترتب عليه للشافعي والأمة، فتظهر أهمية النصح الصادق لخير الأمة، وأهمية الاستجابة لهذا النصح الكريم.
* في والدة الشافعي نموذج للأم الصالحة التي تستحق الاقتداء بها وتقديرها، فرغم فقرها وحاجتها فإننا نرى كيف تبذل وتضحي في سبيل تعليم ابنها وقد أقر الله عينها، فرأت ثمار تعبها في هذا الإمام العظيم.
* التلطف وحسن الخلق في النصح وحسن المدخل عندما قال الرجل الزهري: يا أبا عبد الله يعز علي ألا تكون في العلم والفقه هذه الفصاحة. [1] توالي التأسيس، ص 72, منهج الإمام الشافعي، ص 37.
(2) ديوان الشافعي، ص 47. [3] مناقب البيهقي (1/ 463). [4] المصدر نفسه (2/ 284). [5] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 39.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 300