responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 299
فرأى منه شيئاً جديداً غير رواية الأحاديث رأى فيه فقها وفهما ثاقبين وقواعد لم يكن سمعها من قبل فبدأ بحضور حلقته وترك من أجل ذلك حلقات كبار المشايخ, قال محمد بن الفضل الفراء: سمعت أبي يقول: حججت مع أحمد بن حنبل، فنزلت في مكان واحد معه فخرج باكراً وخرجت معه فدرت في المسجد فلم أره في مجلس ابن عيينة ولا غيره حتى وجدته جالساً مع أعرابي [1].
فقلت: يا أبا عبد الله تركت ابن عيينة وجئت إلى هذا! فقال لي: اسكت إنك إن فاتك حديث بعلو وجدته بنزول وإن فاتك عقل هذا أخاف ألا تجده, ما رأيت أحدًا أفقه في كتاب الله من هذا الفتى, قلت: من هذا؟ قال: محمد بن إدريس [2]، وعن إسحاق بن راهويه قال: كنت مع أحمد بمكة فقال لي: تعال حتى أريك رجلاً لم تر عيناك مثله, فأراني الشافعي [3]. وتوثقت العلاقة بين الفقيهين العظيمين الكبيرين ومدح الإمام أحمد الشافعي, فقد روى البيهقي بسنده عن أبي إسماعيل الترمذي قال: سمعت أحمد ابن حنبل ذكر الشافعي فقال: لقد كان يذب عن الآثار [4]، وبسنده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: قال لنا الشافعي: إذا صح عندكم الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعلمني به أذهب إليه [5]، وبسنده عن أحمد بن أبي عثمان قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان أحسن أمر الشافعي أنه كان إذا سمع الخبر لم يكن عنده قال به وترك قوله [6].
10 - رحلته الثانية إلى العراق: رحل الشافعي إلى العراق عام 195هـ فقد روى البيهقي بسنده عن أبي ثور قال: لما ورد الشافعي - رضي الله عنه - العراق جاءني حسين الكرابيسي -وكان يختلف معي إلى أصحاب الرأي- فقال: قد ورد رجل من أصحاب الحديث يتفقه قم بنا نسخر منه، فقام وذهبنا حتى دخلنا عليه، فسأله الحسين عن مسألة فلم يزل الشافعي يقول: قال الله عز وجل وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , حتى أظلم علينا البيت فتركنا بدعتنا واتبعناه, وهناك التقي به أحمد بن حنبل وكان قد التقى به قبل ذلك وأخذ عنه وأثنى عليه وقال: كانت أقضيتنا أصحاب الحديث في أيدي أصحاب أبي حنيفة ما تنزع حتى رأينا الشافعي, وكان أفقه الناس في كتاب الله وسنة رسوله الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان يكفيه قليل الطلب في الحديث [7] وعن الحسن بن محمد الزعفراني قال: كان أصحاب الحديث رقوداً حتى أيقظهم الشافعي - رضي الله عنه - [8]، وقال إبراهيم الحربي رحمه الله تعالى: قدم الشافعي بغداد وفي المسجد الجامع

[1] شبه الشافعي بالأعرابي لأنه كان يلبس لباسهم لإقامته بينهم أو لفصاحته وحفظه كلامهم. والله أعلم.
[2] توالي التأسيس، ص 56.
[3] صفة الصفوة (2/ 250).
[4] المناقب للبيهقي (1/ 471).
[5] المصدر نفسه (1/ 476).
[6] المصدر نفسه (1/ 476) , منهج الشافعي في إثبات العقيدة، ص 43.
[7] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 37.
[8] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 37.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست