responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 298
العلم والفقه والقاضي يعرف ذلك، أنا محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. فقال لي: أنت محمد بن إدريس؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين قال: ما ذكرك لي محمد بن الحسن. ثم عطف على محمد ابن الحسن فقال: يا محمد, ما يقول هذا هو كما يقوله؟ قال: بلى وله من العلم محل كبير وليس الذي رفع عليه من شأنه. قال: فخذه إليك حتى أنظر في أمره [1]. قال ابن كثير: فحمل الشافعي على بغل في قيد إلى بغداد فدخلها في سنة أربع وثمانين ومائة وعمره أربع وثلاثون سنة فاجتمع بالرشيد فتناظر هو ومحمد بن الحسن بين يدي الرشيد وأحسن القول فيه محمد بن الحسن وتبين للرشيد براءته مما نسب إليه وأنزله محمد بن الحسن عنده, وكان أبو يوسف قد مات قبل ذلك بسنة أو سنتين وأكرمه محمد بن الحسن وكتب الشافعي عنه وقر بعير [2].
وكان الإمام الشافعي معظماً لمحمد بن الحسن تمام التعظيم مع ما يجري بينهما من مناظرات وخلافات مشهورة بين المذهبين فالشافعي -رحمه الله- على مذهب أهل الحديث ومحمد بن الحسن -رحمه الله- على مذهب أهل الرأي ومعلوم ما بين المذهبين من اختلاف [3] ومع هذا يقول الشافعي عن محمد بن الحسن: ما رأيت أحدًا يسأل عن مسألة فيها نظر إلا رأيت الكراهة في وجهه إلا محمد بن الحسن [4].
9 - رجوعه إلى مكة وحضور الإمام أحمد إلى مجالسه: بعدما حصل الشافعي على ما استطاع من علم العراق وعلم الحجاز شعر أن الوقت حان لنشر ما عنده من علم فقرر العودة إلى مكة بعد أن ذاع ذكره واشتهر أمره وعلا قدره وبدأ يلقي دروسه في الحرم المكي, وكان الحجاج من ديار الإسلام قد سمعوا عن فتى من قريش قد بهر الناس علمه وفقهه فكانوا يحرصون على السماع منه فشاع بذلك ذكره في البلاد [5] والتقى به في هذه المدة كثير من العلماء وكانوا يعجبون بسعة اطلاعه واستحضاره للدليل وحرصه على متابعة السنة وعظم فقهه واستنباطه وكانوا يعجبون من أصوله التي أصلها وقواعده التي قعدها وكلها مأخوذة من الكتاب والسنة وأكثرها لم يسمع به من قبل, ومن أشهر من سمع منه هذه المرة الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- الذي وفد حاجاً إلى مكة ودخل المسجد الحرام للالتقاء بكبار العلماء والمحدثين وكان أشهرهم سفيان بن عيينة شيخ الإمام الشافعي لكنه وجد شيئاً في حلقة الشافعي لم يجده عند غيره لذلك بدأ الإمام بالاقتراب من حلقة الإمام الشافعي

[1] الانتقاء، ص 97, منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 33.
[2] البداية والنهاية, نقلاً عن منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 33.
[3] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 33.
[4] مناقب البيهقي (1/ 159).
[5] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 35.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست