نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 297
أيام يسيرة ثم قمت بالمدينة إلى أن توفي مالك بن أنس - رضي الله عنه - ثم ذكر خروجه إلى اليمن [1]. وفي نصيحة الرجل الزهري للإمام الشافعي دروس وعبر منها: أهمية النصيحة في تغيير مسار الإنسان نحو الأفضل وكم كان لأثر هذه النصيحة على الشافعي والأمة الإسلامية.
7 - رحلته إلى اليمن: لما ولي بعض الطالبيين اليمن مشت أمه إلى بني عمه ليكلموه ليصحبه معه إلى اليمن فوافق ولم يكن عندها ما تعطيه فرهنت دارها بستة عشر ديناراً وأعطته إياها [2]، يقول الشافعي عن ذهابه إلى اليمن: فتحملت بها معه فلما قدمنا اليمن استعملني على عمل فَحُمِدت فيه فزاد في عملي وقدم العمال مكة في رجب فأثنوا علي وصار لي بذلك ذكر, فقدمت من اليمن فلقيت ابن أبي يحيى وقد كنت أجالسه فسلمت عليه فوبخني وقال: تجالسوننا وتضعون فإذا شرع لأحدكم شيء دخل فيه أو نحو هذا من الكلام. قال: فتركته, ثم لقيت سفيان بن عيينة فسلمت عليه فرحب بي وقال: قد بلغني ولايتك فما أحسن ما انتشر عنك وما أديت كل الذي لله تعالى عليك ولا تعد قال: فجاءت موعظة سفيان إياي أبلغ مما صنع ابن أبي يحيى, ثم ذكر رجوعه إلى اليمن وذكر بعض أعماله وحرصه على إشاعة العدل وحرصه على طلب العلم حتى شاع ذكره بين الناس وربما حسده لذلك أهل الدنيا أو خافوا من ميل الناس له أن يحدث انقسامًا في الدولة ولذلك كتب بعض قواد هارون الرشيد إلى هارون كتابا يخوفونه فيه من شأن العلويين وأن عندهم رجلاً يقال له محمد بن إدريس يعمل بلسانه ما لا يعمل المقاتل بسيفه فإن كانت لك بالحجاز حاجة فاحملهم منها، فحمل مقيداً إلى العراق مع بعض العلويين [3].
8 - محنته: جاء في بعض الروايات عند ابن عبد البر قال: دخل الشافعي ومن معه من العلويين على الرشيد وكان دخولهم واحداً واحداً يكلم أحدهم وهم يسمعون من خلف الستر. قال الشافعي: إلى أن بقي حدث علوي من أهل المدينة وأنا, فقال للعلوي: أأنت الخارج علينا والزاعم أني لا أصلح للخلافة؟ فقال العلوي: أعوذ بالله أن أدعي ذلك أو أقوله قال: فأمر بضرب عنقه فقال له العلوي إن كان لابد من قتلي فأنظرني أكتب إلى أمي بالمدينة فهي عجوز لم تعلم بخبري فأمر بقتله فقتل ثم قدمت ومحمد بن الحسن جالس معه فقال لي مثل ما قال للفتى فقلت: يا أمير المؤمنين لست بطالبي ولا علوي وإنما دخلت في القوم بغياً علي وإنما أنا رجل من بني المطلب بن عبد مناف من قصي ولي مع ذلك حظ من [1] المناقب للبيهقي (1/ 102، 103) , توالى التأسيس، ص 53 - 56. [2] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 29. [3] المناقب للبيهقي (1/ 105 - 107) , منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 30.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 297