نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 296
ألا جعلت فهمك هذا في الفقه فكان أحسن بك [1]. فالشافعي بعد أن حفظ القرآن رحل إلى هذيل ومنازلها في أطراف مكة ثم بعد أن حفظ أشعارهم ولغتهم حول همته إلى الفقه وتتلمذ على مفتي مكة مسلم بن خالد الزنجي، فلما أتقن ما عنده رحل رحلته الأولى
إلى المدينة [2].
6 - رحلته إلى المدينة ولقاؤه بالإمام مالك: يحكي الشافعي قصة ذهابه إلى مالك فيقول: خرجت من مكة فلزمت هُذيلاً في البادية أتعلم كلامها وآخذ بلغتها وكانت أفصح العرب، فأقمت معهم أرحل برحيلهم وأنزل بنزولهم، فلما رجعت إلى مكة جعلت أنشد الأشعار وأذكر أيام الناس فمر بي رجل من الزهريين فقال لي: يا أبا عبد الله, عز علي ألا تكون في العلم والفقه هذه الفصاحة والبلاغة. قلت: من بقي ممن يقصد؟ فقال: مالك بن أنس سيد المسلمين قال: فوقع ذلك في قلبي فعمدت إلى الموطأ فاستعرته من رجل بمكة وحفظته ثم دخلت على والي مكة فأخذت كتابه إلى والي المدينة وإلى مالك بن أنس فقدمت المدينة فبلغت الكتاب، فلما قرأ والى المدينة الكتاب قال: يا بني إن مشيي من جوف المدينة إلى جوف مكة حافياً راجلاً أهون علي من المشي إلى باب مالك فإني لست أرى الذل حتى أقف على بابه. فقلت: إن رأى الأمير أن يوجه إليه ليحضر, فقال: هيهات. ليت أني إن ركبت أنا ومن معي وأصابنا تراب العقيق يقضي حاجتنا. فواعدته العصر وقصدناه فتقدم رجل وقرع الباب، فخرجت إلينا جارية سوداء فقال لها الأمير: قولي لمولاك إنني بالباب, فدخلت فأبطأت ثم خرجت فقالت: إن مولاي يقول: إن كانت مسألة فارفعها إلى في رقعة حتى يخرج إليك الجواب, وإن كان للحديث فقد عرفت يوم المجلس فانصرف. فقال لها: قولي له إن معي كتاب والي مكة في مهم, فدخلت ثم خرجت وفي يدها كرسي فوضعته فإذا بمالك شيخ طوال قد خرج وعليه المهابة وهو متطليس فدفع إليه الوالي الكتاب فبلغ إلى قوله: إن هذا الرجل شريف من أمره وحاله فتحدثه.
فرمى الكتاب من يده وقال: يا سبحان الله قد صار علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤخذ بالوسائل, قال: فرأيت الوالي وهو يهابه أن يكلمه فتقدمت إليه فقلت: أصلحك الله إني رجل مطلبي من حالي وقصتي, فلما أن سمع كلامي نظر إليّ ساعة وكانت لمالك فراسة فقال لي: ما اسمك؟ فقلت: محمد قال: يا محمد اتق الله واجتنب المعاصي فإنه سيكون لك شأن من الشأن. فقلت: نعم وكرامة. فقال إذا كان غدا تجيء من يقرأ لك الموطأ. فقلت: إني أقرأه ظاهراً. قال فغدوت إليه وابتدأت فكلما تهيبت مالكاً وأردت أن أقطع أعجبه حسن قراءتي وإعرابي. يقول: يا فتى زد, حتى قرأته عليه في [1] مناقب البيهقي (1/ 97). [2] منهج الإمام الشافعي في إثبات العقيدة، ص 26.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 296