نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 31
طبيعياً، فكل من سبقوه في السيطرة على خراسان تطلَّعوا إلى التمدد نحو الغرب للسيطرة على بغداد والتحكم بمقدرات الخلافة العباسية، ولنا في محاولات السامانيين والصفّاريين والغزنويين أمثلة كافية، أضف إلى ذلك، فقد هدف طغرل بك إلى إنقاذ الخلافة، والمذهب السنيَّ من السيطرة البويهية الشيعية [1].
3 - القراخانيون: 349هـ - 536هـ: في عام 349هـ أسلمت قبائل كثيرة من الأتراك ودخلوا في الإسلام، وكان من نتائج ذلك أن ظهرت أول دولة تركية مسلمة مقابلة لأتراك الشرق، هي الدولة القراخانية نسبة لأحد ملوكها وهو ساتوق بغراخان عبد الكريم الذي كان يسمى أيضاً «قراخان»، فقد اتخذ هذا الملك مدينة كاشغر عاصمة له, ولكنه نقل العاصمة بعد ذلك إلى بلاساتمون حيث حاول القراخانيون من هناك فتح بلاد ما وراء النهر [2]، وما إن قامت هذه الدولة حتى شرعت في محاربة أعداء الإسلام ولاسيما المجاورين لها من الأتراك الوثنيين، وقد قاد ظهور القراخانيين في هذه المنطقة إلى اصطدامهم بالسامانيين وكان ذلك في عام 379هـ.
وقد تمكن القراخانيون من إلحاق الهزيمة بجيش السامانيين وأسر جماعة من القواد، واستطاعوا احتلال بخارى عام 388هـ بدون مقاومة وبذلك أنهوا حكم السامانين [3] بها وبقي القراخانيون يتنازعون فيما بينهم للسيطرة على مناطق ما وراء النهر, وكان بعضهم يستنجد بملوك الصين والبعض الآخر بالسلاجقة حين أصبحوا تابعين لهم بعد إقامة الدولة السلجوقية، وقد حدثت موقعة قطوان بين الأتراك الوثنيين «الخطا» الذين كان يساعدهم ملك الصين وبين الأتراك المسلمين الذين كان يساعدهم سنجر السلجوقي (511هـ - 548هـ) , وكانت نتيجة هذه المعركة أن انتصر الأتراك الوثنيون [4]، ويصف ابن خلدون الموقف بقوله: واستقرت الدولة فيما وراء النهار للخطا .. وهم يؤمئذ على دين الكفر وانقرضت دولة الخانية المسلمين الذين كانوا فيها وذلك سنة 536هـ [5].
4 - البويهيون: 334هـ - 447هـ: تنتسب هذه الأسرة إلى بويه بن فنّاخسرو الديلمي الفارسي, وقد حكمت العراق وفارس لمدة تزيد على القرن، وكان الخليفة العباسي في بغداد ضعيفاً بإزائهم أكثر مما كان مع الأتراك من قبل, ولا تختلف هذه الأسرة عن أي أسرة أخرى [1] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصغرى، ص 31. [2] نهاية الأرب (26/ 52) , الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 27. [3] تاريخ ابن خلدون, نقلاً عن الدولة السلجوقية، ص 29. [4] الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 32. [5] تاريخ ابن خلدون, نقلاً عن الدولة السلجوقية, ص32.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 31