نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 32
في هذا العصر من ناحية الاستبداد والفساد الاقتصادي والاجتماعي وإن المؤسسين لهذه الدولة: علي بن بويه والحسن بن بويه فيهم سيادة ومداراة وحلم، ولكن الجيل الثاني والثالث فيهم بطش وقسوة وتعصب للمذهب الشيعي [1].
أ- لمحة تاريخية عن البويهيين: ظهر أولاد بويه: علي والحسن وأحمد على مسرح التاريخ بظهور أكبرهم الملقب عماد الدولة عام 321هـ وكان متولياً من قِبل أحد ملوك الديلم واسمه «مرداويح» على منطقة صغيرة اسمها (كرج) ولم يزل يتلطف الناس ويحسن إليهم حتى اشتهر بين البلاد المجاورة وأحبوه وخضعوا له ونزلوا على طاعته وساعده في ذلك إخوته حتى استولى على إقليم فارس, وفي سنة 334هـ زحف أحمد بن بويه إلى بغداد، ودخلها دون قتال، وغدت العراق تحت سيطرة بني بويه، وأظهروا الطاعة للخليفة، وأخذوا ألقابهم منه، فلقب أحمد «معز الدولة» وبقي حاكماً على العراق نائباً عن أخيه عماد الدولة نيفاً وعشرين سنة, ت 356هـ, وأما ركن الدولة الحسن بن بويه فقد حكم أصبهان وطبرستان وجرجان، وأخوهم الكبير عماد الدولة، شيراز وما حولها، ولكنه هو المقدم فيهم الذي يسمعون كلامه [2].
ب- تشيع البويهيين: لم يخف البويهيون تشيعهم، بل شجعوا المذهب الشيعي في بغداد للقيام بالأعمال الاستفزازية ضد أهل السنة، فكانت لا تمر سنة دون شغب واصطدامات تقع بين السنة والشيعة تذهب فيها الأرواح والممتلكات وتحرق الأسواق، وجاء في حوادث 351هـ: وكتب الشيعة في بغداد بأمر معز الدولة على المساجد بلعن معاوية والخلفاء الثلاثة, والخليفة العباسي لا يقدر على منع ذلك [3]، وفي سنة 352هـ أمر معز الدولة الناس أن يغلقوا دكاكينهم ويبطلوا الأسواق والبيع والشراء وأن يظهروا النياحة وأن تخرج النساء منتشرات الشعور، مسودات الوجوه، يدرن في البلد بالنوائح ويلطمن وجوههن على الحسين بن علي - رضي الله عنه - ففعل الناس ذلك ولم يكن للسنة قدرة على المنع منه لكثرة الشيعة ولأن السلطان معهم [4]، وهذا أول ما نيح عليه [5] وقد وصف ابن كثير ما يفعل الشيعة من تعد لحدود الكتاب والسنة في دولة بني بويه في حدود الأربعمائة وما حولها فقال: فكانت الدَّبادب [6] تضرب ببغداد ونحوها من البلاد في يوم عاشوراء ويُذرُّ الرماد والتبن في الطرقات والأسواق وتعلق المسوح على الدكاكين ويظهر الناس الحزن والبكاء وكثير منهم [1] أيعيد التاريخ نفسه، ص 48. [2] أيعيد التاريخ نفسه، ص 48. [3] أيعيد التاريخ نفسه، ص 48. [4] الكامل في التاريخ, نقلاً عن: أيعيد التاريخ نفسه، ص 49. [5] البداية والنهاية (11/ 577). [6] الدبادب: جمع الدّبداب وهو الطبل.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 32