نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 33
لا يشرب الماء ليلتئذ موافقة للحسين، لأنه قتل عطشان, ثم تخرج النساء حاسرات عن وجوههن ينحن ويلطمن وجوههن وصدورهن حافيات في الأسواق إلى غير ذلك من البدع الشنيعة والأهواء الفظيعة والهتائك المخترعة [1].
جـ- إهانتهم للخلفاء: تابع البويهيون سياسة الأتراك في إضعاف هيبة الخلافة وجعلها كأنها غير موجودة، وهم بهذا العمل إنما يدللون على بعدهم عن أي حس حضاري زيادة عما في قلوبهم من حقد على السنة، وكانوا يرون أن العباسيين مغتصبون للخلافة, ولذلك فكر معز الدولة بإعادة الخلافة إلى «آل علي» - رضي الله عنه -، فاستشار خواص أصحابه في إخراج الخلافة عن العباسيين والبيعة للمعز العبيدي في مصر، ولكن أحد أصحابه قال له: ليس هذا برأي، فإنك اليوم مع خليفة تعتقد أنت وأصحابك أنه ليس من أهل الخلافة، ولو أمرتهم بقتله لقتلوه، ومتى أجلست بعض العلويين خليفة كان معك من تعتقد أنت وأصحابك صحة خلافته فلو أمرهم بقتلك لفعلوه [2]. واستحسن معز الدولة هذا الرأي وأعرض عن فكرته [3]، وعندما قلّت الأموال عند بهاء الدولة حسّن له وزيره القبض على الخليفة الطائع وأطمعه في ماله، ودخل بهاء الدولة على الخليفة وأنزله عن سريره، وهو يستغيث ولا يلتفت إليه أحد, وأخذ ما في داره من الذخائر ونهب الناس بعضهم بعضًا [4]، وكان سلفه معز الدولة البويهي هو الذي أهان المستكفي وأمر الجنود بشده من عمامته ثم أمر به إلى السجن ولم يزل فيه حتى وفاته [5].
د- وزراؤهم: كما وزر للعبيديين الفاطميين اليهود والنصارى كذلك وزر للبويهيين النصارى، ففي عهد عضد الدولة (فنّاخسرو بن الحسن بن بويه) كان وزيره نصر بن هارون, وقد أذن له عضد الدولة بعمارة البيَع والأديرة وأطلق الأموال لفقراء النصارى [6].
هـ- الصلة بين البويهيين والقرامطة: إن الذي يقرأ التاريخ مجزأ مقطعاً قد لا يدرك ولا يتنبه إلى الصلات التي كانت بين الحركات الباطنية ولا إلى الصلات بين الدولة الشيعية وهذه الحركات, ويظن أن كل دولة قائمة بنفسها ولا تربطها صلات مع الأخرى، وهكذا يظن البعض الآن، فلا يرون أن هناك صلات بين الرافضة والباطنية وإذا كان هناك شيء من هذا فهو يظن أنه للمصلحة السياسية المؤقتة. ولكن من يقرأ التاريخ ويقرأ الحاضر ويقارن بينهما لن يجد فرقاً يذكر [1] البداية والنهاية (11/ 577). [2] الكامل في التاريخ, نقلاً عن: أيعيد التاريخ نفسه، ص 49. [3] أيعيد التاريخ نفسه، ص 49. [4] الكامل في التاريخ, نقلاً عن: أيعيد التاريخ نفسه، ص 50. [5] البداية والنهاية, نقلاً عن: أيعيد التاريخ نفسه، ص 50. [6] البداية والنهاية, نقلاً عن: أيعيد التاريخ نفسه، ص 50.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 33