نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 497
السفن الفاطمية أن تمد أهل صيدا بما يحتاجون إليه من سلاح وعتاد ومقاتلة ومؤن [1]. ولما ضاق الحال بأهل صيدا من شدة الحصار الصليبي المفروض حول المدينة براً وبحراً، وفشلت جميع محاولاتهم لإنقاذ المدينة من الوقوع في براثن الصليبيين ويئسوا من وصول أي نجدة إليهم، لم يجدوا بداً من التسليم بالتفاوض مع الملك بلدوين، فخرج قاضي صيدا ومعه جماعة من شيوخها إلى الملك بلدوين للتفاوض معه من أجل الأمان، فأمنهم بلدوين على أنفسهم وأموالهم وعساكرهم، وترك لهم حرية الاختيار إما البقاء بصيدا آمنين, وإما المسير إلى أي مكان يرغبونه دون أن يمنعهم أحد، وحلف لهم على ذلك [2]، ثم سلمت المدينة للصليبيين في 20 جمادي الأولى 504هـ/4 ديسمبر 1110م, وخرج الأهالي في جماعات غفيرة إلى دمشق وبقي فيها من أراد البقاء [3].
وقد قام الدكتور محمد مؤنس عوض بدراسة عن الحملة الصليبية النرويجية التي قادها الملك سيجورد ودوره في دعم الحركة الصليبية وظهر بالنتائج الآتية:
- توافرت عدة دوافع مجتمعة دفعت بالنرويج في عهد سيجورد وأخويه أيستين وأولاف للمشاركة في المشروع الصليبي من خلال الحملة الصليبية النرويجية التي قادها الملك النرويجي سيجورد، وكانت المملكة الصليبية في أشد الحاجة إلى الدعم البشري، والبحري لمواصلة إسقاط المدن الاستراتيجية الهامة على الساحل.
- أفادت المصادر التاريخية النرويجية في تسليط الضوء على رحلة الملك النرويجي وكذلك تعاونه مع الصليبيين, كما قدمت المصادر التاريخية الصليبية الأخرى تفاصيل هامة عن الدعم العسكري النرويجي للمملكة الصليبية.
- أثبتت فعاليات تلك الحملة الصليبية النرويجية أن الحركة الصليبية ظاهرة أوروبية عامة اشتركت فيها كل الشعوب الأوروبية بصورة أو بأخرى، ولم يحل الموقع الجغرافي النائي دون مشاركة النرويجيين في أحداثها, وعلى ذلك لم يكن الأمر مقصورًا على فرنسا، وإنجلترا، وألمانيا، وإيطاليا، بل إن النرويج كانت لها بصمتها هي الأخرى، مع ملاحظة أن الدور النرويجي لم يكن بنفس الحجم الكبير الذي كان للدور الفرنسي والإنجليزي وكذلك فعاليات المدن التجارية الإيطالية.
- أثبتت فعاليات الحملة الصليبية النرويجية أن الوجود الصليبي في بلاد الشام لم يكن يستطيع الاعتماد على إمكاناته الذاتية في مواجهة المحيط الإسلامي العام هناك، خاصة خلال [1] ذيل تاريخ دمشق، ص 273، تاريخ الفاطميين، ص 457. [2] ذيل تاريخ دمشق، ص 171. [3] دور الفقهاء والعلماء المسلمين في الشرق الأدني، ص 91.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 497