نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 498
المرحلة المبكرة من تاريخ الصليبيين في المنطقة. وجاءت أحداث تلك الحملة لتكون حلقة في سلسلة طويلة من النجدات، والحملات الأوربية القادمة من الغرب الأوربي، ومن الضروري بمكان ملاحظة أن تلك الحملة النرويجية هي جزء لا يتجزأ من المشروع الصليبي العام الذي لم يتوقف طول تلك المرحلة, وهذا يؤدي بنا إلى تصور دراسة تاريخ الحروب الصليبية في بلاد الشام على اعتبار عدد الحملات الرئيسية المعروفة والتي استهدفت الشام ومصر وتونس, من الممكن أن يجعلنا نغفل أهمية حملات صليبية أخرى فرعية مثل الحملة الصليبية النرويجية وغيرها من الحملات الأخرى التي لم تحظ بذات الاهتمام الذي وجه للحملات الرئيسية, وبالتالي فمن الإنصاف القول بأن رؤية المشروع الصليبي كمشروع واحد عام من الممكن أن تجنبنا الرؤية المجزأة والتي قد لا تقدر أهمية الحملات الفرعية التي ساهمت بدورها هي الأخرى في تكوين جسد المشروع الصليبي ككل, وقد كان دعم الملك النرويجي سيجورد للحركة الفرنجية الصليبية خلال المرحلة من 1107 - 1110م /501 - 504هـ [1].
تقول الكاتبة كارين ارمسترونغ: ... إن الحملات الصليبية لم تكن مجرد حركة هامشية في العصور الوسطى، بل كانت حركة محورية بالنسبة للهوية الغربية التي كانت قيد التبلور في ذلك الحين وهي ما فتئت مستمرة إلى يومنا هذا، ناهيك عن أنها أظهرت الدين في أشنع صوره [2] .. خلال عام 1983م أمضيت بعض الوقت في إسرائيل لإجراء أبحاث وإعداد سلسلة تلفزيونية عن المسيحية المبكرة للقناة البريطانية الرابعة، وأثناء وجودي هناك، وجدت نفسي المرة تلو المرة وجهاً لوجه مع الحملات الصليبية. وأنت في إنكلترا قد تمر بضعة شهور من غير أن تتبادر إلى ذهنك الحملات الصليبية حتى ولو مرة واحدة، لكن ذلك مستحيل ببساطة وأنت موجود في إسرائيل، ففيها تطالعك باستمرار كنائس وقلاع ومدن بأكملها بناها الصليبيون. ولأول مرة، أصبحت الروح الصليبية حقيقة تاريخية ملموسة بالنسبة لي، فقلت لنفسي: هذه ليست أساطير غامضة، فإنه منذ ما يقرب من ألف عام، حين كانت أوربا لا تزال ترتع في الهمجية وأبعد ما تكون عن التمدن، شّق آلاف المسيحيين طريقهم بجهد جهيد نحو الشرق الأوسط، وأنشأوا دولاً وممالك هناك، وكانت تلك أولى مستعمراتنا, ومجرد حدوث ذلك ليبدو للمرء أمراً غير عادي البتة. ولعل ما سحرني بنوع خاص، قلاع الصليبيين وحصونهم الضخمة، واكتشافي أنها بنيت على امتداد حدود دويلاتهم، فثمة [1] الحروب الصليبية دراسات تاريخية ونقدية، محمد مؤنس عوض، ص 41. [2] الحرب المقدسة، ص 11.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 498