responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 511
أبو جعفر بن المشاط كان يدرس للناس في الجامع ولما نزل من على كرسيه وثب عليه باطني وقتله عام 498هـ, والواعظ أبو المظفر الخجندي وكان يدرس للناس في الجامع, ولما نزل من على كرسيه وثب عليه باطني وقتله [1]. وقد قام محمد حامد الناصر بعمل جدول أسماء القادة والعلماء الذين اغتيلوا بيد الباطنية [2] , وعلق بعد ذلك بقوله: يتبين لنا ضخامة الدور البشع لتلك الحركات في القضاء على فاعلية الأمة وحيويتها في الصراع الدائر بين المسلمين والغزاة الصليبيين ويتضح لنا من سلسلة الاغتيالات وتوقيتها، ونوع شخصياتها ملاحظات في غاية الأهمية منها:
- أن الذين قتلوا على يد الباطنيين، كانوا يمثلون مراكز القيادة والتوجيه في ميادين السياسة والفكر والجهاد في سبيل الله.
- وأن تصفية هؤلاء كان خدمة متعمدة لخدمة الصليبيين من جهة ولقيادة المذهب الإلحادي الخبيث من جهة أخرى.
- أن كثيرًا من ضحايا الاغتيال قتل وهو صائم، أو في وقت تأدية صلاة الجمعة أو خلال مجلس للوعظ الديني والإفتاء في بيوت الله.
- أن أكثرهم كان يشهد لهم بالصلاح والتقوى والصيام والتهجد والمحافظة على الصلوات مع جماعة المسلمين والإثخان في جيوش الصليبيين [3].
3 - إشاعة الرعب والخوف في المجتمع الإسلامي: لم يقتصر دور الباطنيين على اغتيال القادة، ولا على التعاون مع الصليبيين، وإنما كانوا ينشرون الرعب بين الناس بشتى السبل, كانوا يقطعون الطريق ويعتدون على سكان القرى المجاورة لهم فيذبحونهم ويستولون على ما لديهم من مال ومتاع، ولم تسلم القوافل المارة بجوار قلاعهم من القتل والنهب، فأصبح الناس لا يأمنون على أنفسهم، ولا على أولادهم وأموالهم, وبلغت جرأتهم أنهم كانوا يخطفون الناس من الشوارع والحارات بأغرب الوسائل, وكان الرجل إذا تأخر عن بيته عن الوقت المعتاد، تيقّن أهله من قتله، وقعدوا للعزاء به، وحذر الناس، حتى صاروا لا ينفرد أحدهم في مسيره, وقد أخذ الباطنية مؤذناً، عن طريق جار له باطني، فقام أهله للنياحة عليه، فأصعده الباطنية إلى سطح داره، وأروه أهله كيف يلطمون ويبكون، وهو لا يقدر أن يتكلم خوفاً منهم [4]، واشتد الخوف والرعب من جرائمهم حتى إذا جاء الليل أخفوا جميع ما

[1] الجهاد والتجديد، ص 148، 149.
[2] المصدر نفسه، ص 149، 150.
[3] المصدر نفسه، ص 149، 150.
[4] الكامل في التاريخ نقلاً عن الجهاد والتجديد، ص 151.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 511
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست