نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 512
لديهم من مال ومتاع في أماكن مجهولة غير معروفة خوفاً من هجماتهم وأخذهم إياها، فإذا أصبحوا أخرجوها ثانية [1]، ولم يسلم الحُجاج من بطش الباطنيين ففي عام 498هـ تجمعت قوافل الحجاج مما وراء النهر وخراسان والهند، فوصلوا خوار الري، وهي قرية من أعمال بيهق من نواحي نيسابور، فباغتهم الباطنية وقت السحر، ووضعوا فيهم السيوف، وقتلوهم، وغنموا أموالهم ودوابهم، ولم يتركوا شيئاً إلا أخذوه ([2])،
وفعلوا مثل ذلك عام 552هـ في حجاج خراسان فقتلوهم جميعاً، ولم يبق منهم إلا العدد اليسير، وكان فيهم الأئمة والعلماء والزهاد والصلحاء, وفي الصباح طلع على القتلى والجرحى أحد الباطنية، وهو ينادي: يا مسلمون! ذهبت الملاحدة، فمن أراد الماء سقيته، فكان كلما رفع جريح رأسه وتكلم بكلمة أجهز عليه ذلك الباطني وقتله، حتى لم يبق الخبيث منهم أحداً [3]. ونتيجة لهذا الوضع، أصبح الناس غير آمنين، فكأنهم غرباء عن بعضهم، فقطعت الأرحام، وتفككت الروابط، وزادت الفرقة بين الناس وازداد الخوف بين الناس، حتى صار كثير من العلماء والكتاب لا يتحدثون عنهم إلا بالتلميح والتورية كي لا تنالهم أيدي الباطنية، من هؤلاء مؤرخ الدولة السلجوقية العماد الأصفهاني [4] في كتابه: تاريخ آل سلجوق [5]، فما أشبه الليلة بالبارحة، وها هو التاريخ يعيد نفسه فهل من متعظ؟ (6)
4 - فتوى ابن تيمية في الحركات الباطنية: سئل شيخ الإسلام عن الإسماعيلية وما تفرع عنها من حشاشين وقرامطة ومحمرة أو خرمية، وما شابههم فأجاب -رحمه الله-:
إن هؤلاء وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى، بل وأكفر من كثير من المشركين, وضررهم على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أعظم من ضرر الكفار المحاربين، مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم، فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع، وموالاة أهل البيت، وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه، ولا بأمر ولا نهي، ولا ثواب، ولا عقاب، ولا جنة ولا نار، ولا بأحد من المرسلين، قبل محمد - صلى الله عليه وسلم - [7].
ثم بيَّن رحمه الله أخطارهم على المسلمين فقال: إذا كانت لهم مُكنة سفكوا دماء المسلمين، كما قتلوا مرة الحجاج وألقوهم في بئر زمزم، وأخذوا الحجر الأسود، وبقي [1] الجهاد والتجديد، ص 151. [2] الكامل في التاريخ نقلاً عن الجهاد والتجديد، ص 151. [3] الكامل في التاريخ نقلاً عن الجهاد والتجديد، ص 151. [4] أثر الحركات الباطنية في عرقلة الجهاد، ص 210. [5] المصدر نفسه، ص 152.
(6) الجهاد والتجديد، ص 152. [7] فتاوى ابن تيمية (35/ 149).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 512