responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 95
فيه وكان عندئذ مقيماً في الجزيرة [1]، وتصادف مع ذلك خروج تتش من دمشق إلى نواحي أنطاكية [2]، فانتهز ابن قريش هذه الفرصة وجمع عساكره من العرب والأكراد وأسرع بهم نحو دمشق ليأخذها من السلاجقة، ثم اتصل بالفاطميين طالباً العون منهم [3]، غير أن هذه الحملة فشلت وارتد مسلم بن قريش عائداً عنها إلى الجزيرة، وقد ذكر المؤرخون أن فشله يعود إلى جملة أسباب منها: أن الفاطميين تقاعسوا عن نصرته، ثم عاد تتش مسرعاً عندما علم بحملته، كما عصى أهل حران عليه في الجزيرة مما أجبره على العودة إليها [4].
5 - مقتل شرف الدولة مسلم بن قريش العقيلي سنة 478هـ: استولى سليمان بن قتلمش السلجوقي على أنطاكية من أيدي الروم سنة 478هـ بعد أن كانت بيدهم منذ سنة 358هـ، فلما ملكها سليمان أرسل إليه شرف الدولة مسلم بن قريش يطلب منه ما كان يحمله إليه الفردوس من المال، ويخوّفه معصية السلطان، فأجابه: أما طاعة السلطان، فهي شعاري، ودثاري، والخطبة له، والسكّة في بلادي، وقد كاتبته بما فتح الله على يدي بسعادته من هذا البلد، وأعمال الكفّار ([5]
وأمّا المال الذي كان يحمله صاحب أنطاكية قبلي، فهو كان كافراً، وكان يحمل جزية رأسه وأصحابه، وأنا - بحمد الله- مؤمن، ولا أحمل شيئاً، فنهب شرف الدولة بلد أنطاكية، ونهب سليمان أيضاً بلد حلب، فلقيه أهل السواد يشكون إليه نهب عسكره فقال: أنا كنت أشد كراهية لما يجري، ولكن صاحبكم أحوجني إلى ما فعلت، ولم تجر عادتي بنهب مال مسلم، ولا أخذ ما حرمته الشريعة، وأمر أصحابه بإعادة ما أخذوه منهم فأعاده، ثم إن شرف الدولة جمع الجموع من العرب والتركمان، وكان ممن معه جبق أمير التركمان في أصحابه وسار إلى أنطاكية ليحصرها، فلما سمع سليمان الخبر جمع عساكره، وسار إليه فالتقيا في الرابع والعشرين من صفر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة في طرف من أعمال أنطاكية واقتتلوا، فمال تركمان جبق إلى سليمان، فانهزمت العرب، وتبعهم شرف الدولة منهزماً، فقُتل بعد أن صبر، وقُتل بين يديه أربعمائة غلام من أحداث حلب، وكان يوم قتل في يده ديار ربيعة ومضر من أرض الجزيرة والموصل وحلب، وما كان لأبيه وعمّه قرواش، وكان الأمن في بلاده عامًّا، والرخص شاملاً وكان يسوس بلاده سياسة عظيمة، بحيث يسير الراكب والراكبان فلا يخافان شيئاً، وكان له في كل بلد وقرية عامل، وقاض، وصاحب خبر، بحيث لا يتعدى أحد على أحد، ولما قتل قصد بنو عقيل أخاه

[1] زبدة الحلب (2/ 79).
[2] النجوم الزاهرة (5/ 115) , سلاجقة الروم والجزيرة، ص 81.
[3] النجوم الزاهرة (5/ 115) , سلاجقة الروم والجزيرة، ص 81.
[4] خطط الشام (1/ 266، 267) , سلاجقة الروم والجزيرة، ص 82.
[5] الكامل في التاريخ (6/ 294).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست