نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 96
إبراهيم بن قريش، وهو محبوس، فأخرجوه وملكوه أمرهم [1]، وتزوج صفية خاتون عمة السلطان ملكشاه (زوجة مسلم أخيه سابقاً) غير أن السلطان ملكشاه لم يعترف بهذه الزعامة، فأمر إبراهيم بن قريش بالقدوم عليه بأصفهان، فقبض عليه وسجنه وأرسل مكانه على بني عقيل، أبا عبد الله محمد بن مسلم بن قريش وأقطعه الرحبة وحرّان والرقة وسروج في الجزيرة، ثم زوجه بأخته زليخة خاتون سنة479هـ [2].
6 - النزاع بين تتش وسليمان بن قتلمش: انسحب سليمان بن قتلمش إلى أنطاكية بعد المعركة التي قتل فيها مسلم بن قريش وأرسل إلى ابن الحتيتي «القائم بأعمال حلب بعد ابن قريش» يطلب منه طاعته والتبعية له فرد عليه يماطله ويعتذر حتى يكاتب السلطان السلجوقي في هذا الأمر، وفي الوقت نفسه قام ابن الحتيتي بمراسلة تتش للقدوم إليه لتسليمه المدينة [3]، اتجه كل من سليمان بن قتلمش وتتش إلى حلب طمعاً فيها، فالتقت عساكرهما في شهر صفر 479هـ فانهزم أصحاب سليمان وثبت هو في القلب، فلما رأى انهزام عساكره أخرج سكيناً معه فقتل نفسه, وقيل: بل قتل في المعركة، واستولى تتش على عسكره, وكان سليمان بن قُتلمش في السنة الماضية في صفر قد أنفذ جثة شرف الدولة إلى حلب على بغل ملفوف في إزار وطلب من أهلها أن يسلموها إليه، وفي هذه السنة في صفر أرسل تُتُش جثة سليمان في إزار ليسلّموها إليه، فأجابه ابن الحتيتي أنه يكاتب السلطان، ومهما أمره فعل، فحصر تُتش البلد، وأقام عليه، وضيق على أهله، وكان ابن الحُتيتي قد سلم كل برج من أبراجها إلى رجل من أعيان البلد ليحفظه، وسلّم برجاً فيها إلى إنسان يعرف بابن الرعوي. ثم إن ابن الحتيتي أوحشه بكلام أغلظ له فيه، وكان هذا الرجل شديد القوة، ورأى ما الناس فيه من الشدة، فدعاه ذلك إلى أن أرسل إلى تتش يستدعيه، وواعده ليلة يرفع الرجال إلى السور في الجبال، فأتى تُتش للميعاد الذي ذكره، فأصعد الرجال في الحبال والسلالم، وملك تُتش المدينة، واستجار ابن الحُتيتيّ بالأمير فشفع فيه, وأمّا القلعة فكان بها سالم بن مالك بن بدران، وهو ابن عم شرف الدولة مسلم بن قريش، فأقام تُتُش يحصر القلعة سبعة عشر يوماً، فبلغه الخبر بوصول مقدمة أخيه السلطان ملكشاه، فرحل عنها [4].
7 - السلطان ملكشاه يتسلم حلب: كان ابن الحُتيتي قد كاتب السلطان ملكشاه يستدعيه ليسلم إليه حلب، لمّا خاف تاج الدولة تُتُش، فسار إليه من أصبهان في جمادى الآخرة، وجعل على مقدمته الأمير برسق، وبوزان وغيرهما من الأمراء، وجعل طريقه إلى [1] الكامل في التاريخ (6/ 394،295). [2] سلاجقة الشام والجزيرة، ص 83. [3] سلاجقة الشام والجزيرة، ص 83. [4] الكامل في التاريخ (6/ 300).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 96