responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 98
أرسلان عن آسيا الصغرى، وعزم على أن يقيم لنفسه سلطنة في قونية وآقسرا وغيرهما من المدن التي كانت تحت حكم قُتلمش، ويتولى حكمها مع الاعتراف بسيادة ملكشاه سلطان السلاجقة العظام الذي خلف أباه ألب أرسلان وكان الأول قد عهد إليه بإدارة المنطقة لصالح الأتراك [1]، وقد ساعد سليمان في تحقيق غايته عاملان:
أ التغير الديمجرافي الناتج عن الفتوح، إذ أضحت المناطق الشمالية والشرقية شبه خالية بعد أن هجرها سكانها، ذلك أن القبائل التركية التي ساندت سليمان في فتوحه، كانت تطوف أرجاء الأناضول تلتمس الماء والكلأ، فاضطر السكان إلى مغادرة قراهم ومزارعهم إلى مناطق أكثر أمناً فدخل إليها السلاجقة واستقروا فيها وغيروا معالمها.
ب الأوضاع البيزنطية المضطربة، استفاد السلاجقة خلال الأعوام التي انقضت بعد ملاذكرد من الأوضاع المضطربة داخل الأجهزة البيزنطية، وراحوا يتدخلون في الشئون الداخلية لأطراف النزاع وظهروا كحلفاء ومساعدين لبعضهم، مما يسَّر لهم التوغل بعيداً حتى وصلوا إلى المقاطعات الغربية في آسيا الصغرى [2].
وقد ازدادت الفوضى في بلاد الأناضول نتيجة استمرار الانتفاضات على الحكومة المركزية، بالإضافة إلى التوسع السلجوقي، وفقدت الدولة البيزنطية سيطرتها على المنطقة، وتعطلت طرق المواصلات بفعل تدمير البدو لها، ولم يكن ثمة سياسة بيزنطية مدروسة، ويبدو أن ما جرى من استخدام القوات التركية هيَّأ للسلاجقة الاستقرار والإقامة في غربي آسيا الصغرى، واعترف الأتراك بسليمان زعيماً، ولم تكد تنتهي سنة 471هـ إلا وكانت حامية نيقية السلجوقية قد أعلنت العصيان على نقفور الثالث الذي أقامها في هذه المدينة، وبذلك فقدت الإمبراطورية البيزنطية أهم مدنها بعد أن سيطر عليها السلاجقة، وكان السلطان ملكشاه يراقب تحركات سليمان ونشاطه في آسيا الصغرى عن بعد، ورأى أن يعينه حاكماً على سلاجقة الروم بعد أن ضمَّ إليه قونية وآقسرا وقيصرية وتوابعها [3]، وفي الحقيقة استطاع سليمان أن يضع أساس سلطنة سلاجقة الروم [4]، وأن يجعل من مدينة نيقية عاصمة لها [5].

[1] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا الصغرى، ص 53، 54.
[2] المصدر نفسه، ص 56.
[3] تاريخ سلاجقة الروم في آسيا، ص 56.
[4] المصدر نفسه، ص 57.
[5] تاريخ سلاجقة بلاد الشام، ص 139.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست