نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 412
كلا إن الأخبار الصحيحة والموثوقة لا يوجد فيها ما يدني عثمان من هذا الأسلوب المنحط في الزجر والتأديب، علاوة على أن أخلاقه وطبيعته وسيرته تستبعد ذلك تماما، ومما لا شك فيه أن عرض أمثال تلك الروايات الموضوعة على ما عرف من مواقف وأخلاق أولئك الأئمة الأعلام، والأخذ بالاعتبار مقاييس ذلك العصر ومعاييره لهو أصدق ميزان في النقد لكشف دخائل الوضاعين والمفترين [1]. 2 - اتهام عمار بالمساهمة في الفتنة وإثارة الشغب ضد عثمان:
اعتمد المؤرخون في نسبة هذه الافتراءات إلى عمار - رضي الله عنه - على روايات لم تسلم إحداها من الطعن في صحة أسانيدها أو في استقامة متونها، وتتنوع التهم المنسوبة إلى عمار - رضي الله عنه - في تحريكه لأمر الفتنة، وتحريضه على عثمان، وسعيه بين العامة للتمرد عليه، فمنها ما يذكر من إرسال عثمان - رضي الله عنه - له إلى مصر لاستجلاء ما يحدث فيها مما نقل إليه عن تمرد العامة هناك، وأن السبئيين استطاعوا استقطاب عمار والتأثير عليه. وهذا الخبر الذي يرويه الطبري [2] فيه شعيب بن إبراهيم التميمي الكوفي راوية كتب سيف، فيه جهالة، وقال عنه الراوي: ليس بالمعروف وله أحاديث وأخبار، فيها بعض النكارة، وفيها ما فيها من تحامل على السلف [3]. ورواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة وفيه شيخ عمر: علي بن عاصم، قال عنه ابن المديني: كان على بن عاصم كثير الغلط، وإذا رد عليه لم يرجع، وكان معروفا في الحديث، ويروي أحاديث منكرة [4]، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء [5]، وقال مرة: كذاب ليس بشيء [6] , وقال النسائي: متروك الحديث [7]، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم، يتكلمون فيه [8]. وهناك من تلطف بالكلام عليه وقال عنه ابن حجر: صدوق يخطئ ويصر، ورمي بالتشيع [9].
وخبرٌ هذا حال إسناده لا يمكن الاطمئنان [1] الخليفة المفترى عليه عثمان بن عفان، ص14 - 41، عمار بن ياسر، ص137. [2] تاريخ الطبري (5/ 348). [3] استشهاد عثمان ووقعة الجمل، ص30. [4] سير أعلام النبلاء (9/ 253). [5] المصدر نفسه (9/ 255). [6] المصدر نفسه (9/ 257). [7] المصدر نفسه (9/ 255). [8] المصدر نفسه (9/ 255). [9] تقريب التهذيب، ص403.
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 412