نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 281
4 - علاقة الموحدين بأبي جميل زيان:
من سلالة يوسف بن سعد بن مردنيش أمير شرقي الأندلس في أواخر عهد المرابطين وأوائل عهد الموحدين. وقد استخدم الموحدون ابناء آل مردنيش في حكم الولايات وقيادة الأساطيل بعد سيطرتهم على الأندلس [135].
كان يحكم بلنسية في أواسط عام 620 هـ/1224 م أمير موحدي هو أبو زيد عبد الرحمن من سلالة عبد المؤمن، وكان فرناندو الثالث ملك قشتالة إذ ذاك يعتبر بلنسية جزءاً من كورة طليطلة ومن ثم فهي من حصة مملكة قشتالة. ولهذا فقد تصدى للهجوم عليها، فأحس أبو زيد بضعفه أمام ملك قشتالة، فدخل في طاعته، وفي الوقت نفسه كانت لخايمة الأول ملك أرغون الأطماع نفسها، فخاف منه أبو زيد واتفق معه على أن يقدم له خمس خراج بلنسية ومرسية كجزية سنوية. فكان هذا الأمر من أهم أسباب قيام محمد بن يوسف بن هود في مرسية، وثار على أبي زيد في بلنسية أبو جميل زيان وطرده منها [136].
سار أبو جميل زيان بقواته فاستولى على مدينة دانية، وكذلك سيطر على جنجالة في عام 626 هـ/1229 م، واعترف بطاعته أبناء عمومته في جزيرة شقر وشاطبة، لكنهما ما لبثا أن خلعا طاعة ابن عمهما، وبايعا محمد بن هود [137]. ومعنى ذلك فقد استفحل الخلاف بين محمد بن هود وبين أبي جميل زيان [138]. لجأ السيد أبو زيد الموحدي إلى ملك أرغون الإسباني يستمد منه العون لاسترداد مدينتي بلنسية ومرسية، فوافق الملك الإسباني على ذلك لقاء غلات كثيرة يقدمها أبو زيد له. سار أبو زيد بالقوات الإسبانية صوب بلنسية ومرسية إلا أن الظروف لم تكن مواتية له، فرجع إلى أرغون وشرح الأمر لحليفه الملك الإسباني وطلب أن يكون تابعاً له، فأعطاه الملك الإسباني بعض الحصون، وأشارت بعض الروايات أن السيد أبا زيد اعتنق المسيحية هناك [139].
وخلال السنوات من عام 630 هـ - 631 هـ/1233 م إلى عام 636 هـ/1238 م شدد [135] ابن الخطيب، أعمال الأعلام، ص 272. [136] ابن الآبار، الحلة السيراء، ج 2، ص 304 (حاشية) - أبو رميلة، علاقات، ص 207 - 209. [137] ابن الخطيب، أعمال الأعلام، ص 280. [138] عنان، المرجع السابق، ص 395. [139] ينظر، ابن الآبار، الحلة السيراء، ج 2، ص 305، ج 1، ص- 3 - 31 - ابن خلدون، العبر، ج 4، ص 167 - عنان، المرجع السابق، ص 398.
نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 281