نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 289
بهزيمة جيش الناصر وتشتت قوة الموحدين [164]، ثم عاد الناصر إلى مراكش حيث توفي عام 610 هـ/1213 م، ربما كمداً من نتيجة الهزيمة في معركة العقاب التي عُدت نذيراً بانحلال الدولة الموحدية [165].
خلف الناصر ابنه أبو يعقوب الملقب بالمستنصر بالله (610 - 620 هـ)، الذي عقد معاهدة سلم مع ملك قشتالة الجديد (فراندة الثالث)، ولكن الأندلس خسرت في هذه المرة بعض المدن، منها قصر الفتح (قصر أبي دانس) التي سيطر عليها ملك البرتغال (ألفونسو الثالث) بمساعدة أساطيل ألمانية وذلك في عام 614 هـ [166].
توفي المستنصر فجأة دون عقب عام 620 هـ/1224 م وخلفه أبو محمد عبد الواحد عم أبي المستنصر الذي خلع بعد عدة أشهر، وتمت مبايعة عبد الله الملقب بالعادل (621 - 624 هـ) ثم تلته بيعة أخيه المأمون (624 - 629 هـ) ثم بيعة ابنه الرشيد (629 - 640 هـ) [167]. هذا التبدل السريع في تنصيب الخلفاء تبعه اعتداء ملوك إسبانيا على الأراضي الأندلسية وسيطرتهم على كثير من المدن والحصون، حيث قام ملك قشتالة فردلند الثالث بقسط وافر في هذا المجال، كما أن هذا الأمر أدى إلى ظهور زعامات محلية في عدوة المغرب أهمها:
1 - في المغرب الأقصى ظهرت دولة بني مرين وكان المؤسس لهذه الدولة الأمير عبد الحق بن محيو (توفي عام 614 هـ). اتخذ ملوكها فاس ومراكش عواصم لهم.
2 - في المغرب الأوسط، استقل بنو زيان، أعلن زعيمهم يغمراسن بن زيان الاستقلال في تلمسان عام 633 هـ.
3 - في المغرب الأدنى استقل بنو حفص بزعامة (عبد الله بن عبد الواحد بن أبي حفص) حوالي عام 623 هـ [168].
كما أن أخطار هذا الضعف انعكس على الوجود الموحدي في بلد الأندلس، ففي [164] ينظر، المراكشي، المعجب، ص 399 - الحميري، الروض المعطار ص 137 - ابن الخطيب، الإحاطة، ج 1، ص 383 - المقري، نفح الطيب، ج 4، ص 383 - عنان، المرجع السابق، ج 2، ص 313 - الحجي، المرجع السابق، ص 490 - 497. [165] الحجي، المرجع السابق، ص 464. [166] ابن الآبار، الحلة السيراء، ج 2، ص 273، ص 295 - التكملة، ج 2، ص 596 (رقم 1577). [167] ابن الخطيب، أعمال الأعلام، ص 265 - 270 - الإحاطة، ج 1، ص 141، ص 409. [168] ابن خلدون، العبر، ج 7، ص 154، ص 349 - الناصري، الاستقصا، ج 3، ص 6.
نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 289