responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري نویسنده : الطبري، أبو جعفر    جلد : 2  صفحه : 27
جسده حتى تقطع لحمه وجلده وعروقه، ينضح خلال ذلك بالخل والخردل.
فلما رأى ذلك لم يقتله، أمر بستة مسامير من حديد فأحميت حتى إذا جعلت نارا، أمر بها فسمر بها رأسه حتى سال منه دماغه فلما رأى ذلك لم يقتله، أمر بحوض من نحاس، فأوقد عليه حتى إذا جعله نارا أمر به فأدخل في جوفه، وأطبق عليه، فلم يزل فيه حتى برد حره.
فلما رأى ذلك لم يقتله، دعا به فقال: ألم تجد ألم هذا العذاب الذي تعذب به! فقال له جرجيس: أما أخبرتك أن لك ربا هو أولى بك من نفسك! قَالَ: بلى قد أخبرتني، قَالَ: فهو الذي حمل عني عذابك، وصبرني ليحتج عليك فلما قَالَ له ذلك أيقن بالشر، وخافه على نفسه وملكه، وأجمع رأيه على أن يخلده في السجن، فقال الملأ من قومه: إنك إن تركته طليقا يكلم الناس أوشك أن يميل بهم عليك، ولكن مر له بعذاب في السجن يشغله عن كلام الناس فأمر فبطح في السجن على وجهه، ثم أوتد في يديه ورجليه أربعة أوتاد من حديد، في كل ركن منها وتد، ثم أمر بأسطوان من رخام، فوضع على ظهره حمل ذلك الأسطوان سبعة رجال فلم يقلوه، ثم أربعة عشر رجلا فلم يقلوه، ثم ثمانية عشر رجلا فأقلوه، فظل يومه ذلك موتدا تحت الحجر.
فلما أدركه الليل أرسل الله إليه ملكا- وذلك أول ما أيد بالملائكة، وأول ما جاءه الوحي- فقلع عنه الحجر، ونزع الأوتاد من يديه ورجليه، وأطعمه وسقاه، وبشره وعزاه، فلما أصبح أخرجه من السجن، وقال له:
الحق بعدوك فجاهده في الله حق جهاده، فإن الله يقول لك: أبشر واصبر، فإني أبتليك بعدوي هذا سبع سنين، يعذبك ويقتلك فيهن أربع مرار، في كل ذلك أرد إليك روحك، فإذا كانت القتلة الرابعة تقبلت روحك وأوفيتك أجرك فلم يشعر الآخرون إلا وقد وقف جرجيس على رؤوسهم يدعوهم إلى الله.
فقال له الملك: أجرجيس! قَالَ: نعم، قَالَ: من أخرجك من السجن؟

نام کتاب : تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري نویسنده : الطبري، أبو جعفر    جلد : 2  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست