responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني    جلد : 1  صفحه : 171
وينفجرون بالدموع، يرتفع منهم ضجيج كبير وصراخ محملون بأطفالهم ونسائهم ومرضاهم وعجزتهم، يغطيهم العرق والغبار، بعضهم يركب فوق العربات يزاحم أمتعته، الثمينة منها والتي لا قيمة لها ... وآخرون يمشون على الأقدام، منكسري الجناح، لباسهم رديء ... وكلهم ينظرون إلى النصارى الذين يتفرجون عليهم، ويقولون لهم: "ليحرسكم الله أيها السادة، استودعناكم الله" ... وتمشي النساء بين الرجال، منهن فتيات مثقلات بألبسة ... تغطي الآلام قلوبهن ... وأخريات تمشين على الأقدام، تظهر علامات التعب والألم والضياع على وجوههن. يتألم الجميع آلامًا شديدة، وتتقطعهم مرارة عظيمة، وكثير منهم يتساقط على جانب الطريق ميتًا من الحزن، بينما يضطر الباقون إلى دفع ثمن الماء والظل، لأن الفصل كان صيفًا".
وفي 17/ 4 / 1610 م، في بلد الوليد، وفي نفس اليوم الذي وقع فيه الملك فليبي الثالث الأمر بطرد مسلمي أراغون القديمة، وقع كذلك الأمر بطرد مسلمي قطلونية. وأعلن دون هكتور ببغناتلي، دوق دي منت ليون، نائب الملك في قطلونية، الأمر في برشلونة. ولم يكن تأثير هذا الطرد على قطلونية كبيرًا مثل ما كان في مملكتي أراغون القديمة وبلنسية اللتين بقيت فيهما مناطق شاسعة خالية من السكان بعد طرد المورسكيين. أما في قطلونية، فلم يكن عدد المسلمين يزيد على 2 أو 3 في المائة من مجموع السكان، أو حوالي 7.000 مورسكي، طرد منهم حوالي 4.000 مورسكي، واستثني من الطرد حوالي 3.000 مورسكي بتدخل من مطران طرطوشة الذي دافع عنهم وشهد لهم بالإخلاص للنصرانية.
وحيث إن معظم المسلمين كانوا يسكنون مصب نهر الإبرة، لم يتأثر باقي سكان قطلونية كثيرًا بما حدث، فكتب ممثلو برشلونة إلى الملك يهنئونه "بالقرار المقدس الذي اتخذه" في حق المورسكيين. ولم يمنع هذا، في الحقبة ما بين 1609 م و 1610 م، قطاع الطرق النصارى من الاعتداء على المورسكيين، المقيمين منهم في قطلونية والعابرين بها من أراغون القديمة إلى ساحل البحر، مما جعل نائب الملك في قطلونية يعين قاضيًا خاصًّا للنظر في هذا الموضوع ومعاقبة المعتدين.
وفي 3/ 5 / 1611 م، أرسل الملك فليبي الثالث إلى نائب الملك في قطلونية وفدًا معه رسالة يأمره فيها بـ "الانتهاء من طرد المورسكيين الذين مكثوا". وفي 14/ 6 / 1611 م، أخبر بدرو سولير، قاضي المحكمة الملكية المكلفة بالقبض على

نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست