نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 175
واستقر مورسكيو فرنجوس بعد ذلك في مدينة الرباط (عاصمة المغرب اليوم) التي عمروها بعد أن كانت خرابًا، وكان لهم فيها تاريخ مجيد في الجهاد البحري ضد الإسبان. هكذا أخرج ماديرا حوالي 3.000 مورسكي من فرنجوس، كما خرج حوالي 5.000 موريسكي آخرين من مدن استرمادورا الأخرى عن طريق قشتالة القديمة. فيكون مجموع من خرج من منطقة استرمادورا حوالي 8.000 موريسكي.
أما في الأندلس، فلقد حاول المسؤولون والأهالي النصارى جهدهم منع طرد المسلمين منها، كما حدث في مملكة مرسية، مما يدل دلالة قاطعة أن معظم هؤلاء ينحدرون من أصول إسلامية ويضمرون العطف على إخوانهم في محنتهم. فادعى ماركيز الغابة أن المورسكيين التابعين له لهم حقوق يجب احترامها، وبين حسن سيرتهم حيث لم يسبق لمحاكم التفتيش أن عاقبت أحدًا منهم. وفي أرشذونة (مقاطعة مالقة) احتج المورسكيون أمام المسؤولين بأمر في يدهم سبق أن منحه لهم الملك يعفيهم من ضريبة "الفارضة" التي كانت مطبقة على النصارى الجدد. وفي قاعدة غرناطة عمل الأهالي على إخفاء المورسكيين بينهم. وفي مالقة تدخل الأهالي لإعفاء العبيد المسلمين من الطرد. كما أن عددًا من المورسكيين الذين تعاونوا مع السلطات ضد إخوانهم طلبوا المكوث في البلاد خوفًا على حياتهم. ففي بسطة (مقاطعة غرناطة) طلبت محكمة التفتيش العليا من محكمة غرناطة إعفاء جيرو مينو ومغدلينة دي كابيدو من الطرد "أو على الأقل عدم إرسالهما مع أهل بسطة".
ومع ذلك، اتخذ الملك فليبي الثالث قرار الطرد المذكور بتاريخ 9/ 12 / 1609 م الذي أعلن عنه في إشبيلية بتاريخ 12/ 1 / 1610 م ينص القرار على "أن الملك حدد فترة قدرها ثلاثون يومًا لكي يبيع المطرودون أملاكهم المنقولة ويتهيؤون للإبحار". لكن ماركيز سان جرمان، المكلف بإنجاز الأمر، قلص هذه الفترة إلى عشرين يومًا فقط. وأذن الماركيز لمورسكيي الأندلس "باصطحاب أبنائهم مهما كانت أعمارهم إذا كانت هجرتهم إلى بلدان كاثوليكية، أما إذا كانت هجرتهم إلى إفريقيا فلن يسمح لهم باصطحاب أطفالهم الذين تقل أعمارهم عن سبع سنوات، وعليهم تركهم في إسبانيا". ويقدر عدد من أخرج من المورسكيين من الأندلس بحوالي 32.000 فقط. لكن يظهر أن هذا العدد أقل من الواقع، إذ خرج حوالي 20.000 شخص قبل أمر الطرد، فيكون إذن مجموع من أخرج من الأندلس حوالي 52.000 شخص.
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 175