نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 174
تزايد عددهم لدرجة أن مجلس الدولة أخذ منذ منتصف سنة 1615 م في البحث عن وسائل طرد المتخلفين إلى الممالك الأجنبية". واتجه بعض المورسكيين المرسيين الآخرين إلى الجزر الشرقية، فكتب نائب الملك في ميورقة (قاعدة الجزر الشرقية) في 18/ 3 / 1614 م إلى الملك فليبي الثالث يستأذنه في السماح لهم بالإقامة. وفي 19/ 4 / 1614 م، أجاب الملك بما يلي: "اعلموا نائب الملك بأنه لا يسمح بأي حال من الأحوال أن يمكث المورسكيون هناك، فليخرجهم، لأن تلك الجزيرة مجاورة لإسبانيا وقريبة من الجزائر، فلتطبق أوامري عليهم الآن وعلى غيرهم من المورسكيين في المستقبل". وفي 26/ 7 / 1614 م وصل الأمر إلى نائب الملك بميورقة بطرد مورسكيي وادي رقوط الذين التجأوا إلى الجزر الشرقية، وإعطائهم مهلة ثلاثين يومًا للخروج. وفي 18/ 8 / 1614 م، أخبر نائب الملك على الجزر الشرقية فليبي الثالث بخروج آخر مجموعة من مورسكيي وادي رقوط، مؤلفة من حوالي 200 امرأة متزوجة، ولم يبق سوى 30 نصرانيًّا جديدًا فقيرًا في الجزيرة تعذر عليهم السفر لفقرهم. فأجاب الملك بما يلي: "آمرك أن تخرج هؤلاء المتخلفين، وتعطيهم المركب والتسهيلات الممكنة". هكذا تابع الملك فليبي الثالث ورجال دولته بكل قسوة وانعدام الرحمة حتى العجزة المستضعفين من الأمة الأندلسية، مستميتًا في طردهم، وكأن دافعه ليس دفع الخطر ولكن الحقد الدفين في قلبه والخوف غير المنطقي الذي يجعله يقترب من مرحلة الجنون.
وبهذا يمكن تقدير عدد المورسكيين الذين أخرجوا من مملكة مرسية بحوالي 22.000 شخص.
نص قرار الطرد الذي وقعه الملك فليبي الثالث بتاريخ 9/ 12 / 1609 م على بلدة فرنجوس بالذات، وهي توجد اليوم في ولاية بطليوس (منطقة الاسترمادورا).
وكان كل أهلها، وعددهم 5.000 نسمة، مسلمين محليين، أي مدجنين. وكان أهل فرنجوس منظمين تنظيمًا جيدًا، استطاعوا بسببه السيطرة على تجارة الطرق في المنطقة. ولاحقتهم محاكم التفتيش دون أن تنال منهم شيئًا. لذلك أرسل مجلس الدولة القاضي ماديرا لمتابعتهم، فحكم على العديد منهم بالإعدام شنقًا أو بالتجذيف فوق السفن. وعندما صدر قرار الطرد كلف ماديرا بتنفيذه، فبدأ بتهجير مورسكيي فرنجوس في شهر يناير عام 1610 م مستثنيًا الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات. وكان نقلهم عبر ميناء إشبيلية، وأخذ ماديرا منهم 22.000 دوقة ثمن نقلهم.
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 174