نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 173
المدجنين. فعاود ممثلو مرسية الدفاع عنهم بحجة أنهم نصارى مخلصين، وانتخبوا الراهب خوان فراي ممثلاً عنهم في هذه المهمة. فكتب فراي للملك تقريرًا مفصلاً عن مورسكيي مرسية وأوضاعهم، برهن فيه على إخلاص مورسكيي وادي رقوط للنصرانية.
وبعد نشر قرار الطرد، قام نصارى مرسية بمظاهرات احتجاج توجهوا فيها للكنائس حيث قاموا بدعوات لمورسكيي وادي رقوط. وألقوا خطبًا عامة دافعوا فيها عنهم بحجة أنهم نصارى مخلصين يأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمر ولا يعرفون اللغة العربية، عدا الكهول. فأدت هذه المظاهرات بالملك إلى تأجيل تنفيذ أمر الطرد.
ثم وصلت تقارير إلى مجلس الدولة مفادها أن مورسكيي وادي رقوط هم في الحقيقة مسلمون يتظاهرون بالنصرانية تقية. وفي 8/ 10 / 1613 م مال الملك لهذا الرأي، ووقع أمرًا جديدًا بالايسكوريال بطرد جميع مورسكيي وادي رقوط ومن تخلف من باقي مورسكيي مملكة مرسية، وكلف الكوندي سلازار بتنفيذه. وأمهل الأمر المورسكيين ثلاثين يومًا للخروج من البلاد، "لأنه قد عرف الآن بالتأكيد ... بأن بعضهم يعملون بكل وقاحة ضد تعاليم الإله وتعاليمي، وبسبب العدد القليل جدًّا من النصارى القدامى الذين يعيشون بينهم مما يظهر نياتهم السيئة". وقرر الملك طرد جميع المورسكيين، "رجالاً ونساء من كل الأعمار، المتأصلين من مرسية وغير المتأصلين ... مع أبنائهم وبناتهم، وخدامهم وخادماتهم، وأصدقاء قومهم، كبارًا وصغارًا ... ومنعهم من الخروج من أي ميناء سوى قرطاجنة، ومن الدخول لأية مملكة أخرى من ممالكنا" ولم يستثن الأمر من الطرد سوى العبيد. وقرر الأمر "بأن الذين يسمون بالمورسكيين القدامى ويعيشون في قرى وادي رقوط، وغيرهم من الذين ينفصلون عن النصارى القدامى في مملكة مرسية، يمكنهم في ظرف 30 يومًا التصرف في أملاكهم الثابتة، وحمل نصف ثمنها معهم شرط أن يتركوا لممتلكاتي الملكية النصف الآخر، وتقديمها ليد المسؤول بذلك في مملكة مرسية. أما المورسكيون الذين ليسوا قدامى فلا يسمح لهم بالتصرف إلا في أملاكهم المنقولة، ويسمح لهم بحمل نصف ثمنها معهم وترك نصفها الآخر لممتلكاتي الملكية مع جميع ما لديهم من أموال غير منقولة".
وطرد من جديد هذه المرة من مملكة مرسية حوالي 7.000 مورسكي. وهرب بعضهم إلى مملكة بلنسية، "وعندما لوحقوا هناك، رجعوا من جديد إلى مرسية حيث
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 173