نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 201
في المائة من المجموع. وكانت نسب المورسكيين من بين المحكوم عليهم في المدن الأخرى مماثلة لغرناطة، إذ ركزت محاكم التفتيش غضبها ضد المسلمين في سرقسطة وطليطلة ومرسية وكونكة وغيرها من المدن. وطبقت محاكم التفتيش على المتهمين بالإسلام إحدى العقوبتين: أولهما العفو عند التوبة، ويعني ذلك مصادرة جميع أموال المتهم. وكان ذلك مصير جميع من وقع بيد هذه المحاكم. ثانيها الإعدام حرقًا بعد المصادرة الشاملة. وطبقت هذه العقوبة بصفة خاصة على فقهاء المورسكيين وزعمائهم. ونذكر من بين هؤلاء الشهداء فقيه بلدة مويل "جوان الحاج" الذي أحرق في سرقسطة سنة 1546 م، وماريا الغرناطية فقيهة مورسكية أحرقت في لغرونيو سنة 1576 م، وبياتريس باديا فقيهة أركش التي أحرقت في 13/ 12 / 1598 م في كونكة. وأحرق في غرناطة 12 مورسكيًّا في الـ 12
"أتودافي" المذكورة أعلاه، الخ ... وثبت المورسكيون على الإسلام رغم هذه الصعاب، بل أكثر من ذلك قاموا بدعوة النصارى إلى اعتناقه والانضمام معهم إلى الحالة التي هم عليها، وقبول مشاركتهم مصابهم. فقد نقل أحدهم، وهو الشهاب الحجري، محادثة جرت بينه وبين قس في غرناطة عن الزواج بين المورسكيين والنصارى فقال: "كان بمدينة أنتقيرة رجل من قرابتي عشق بنتًا نصرانية، وفي اليوم الذي مشوا فيه بالعروسة إلى الكنيسة ليتم النكاح احتاج بلبس العروس الزرد المهندس من تحت الحوائج، وأخذ عنده سيفًا لأن قرابتها حلفوا أنهم يقتلونه في الطريق، وبعد أن تزوجها بسنين لم يدخل إليها أحد من قرابتها بل يتمنون موته وموتها ... وأسلمت على يده وحسن إسلامها غاية الحسن، وأسلمت على يدها أمها العجوزة".
وفي سنة 1565 م، وصل إلى إسبانيا فرنسي من تولوز، واختلط بالمورسكيين، ثم اعتنق الإسلام، واستقر في بلدة سان كليمانتي بمقاطعة كونكة. فشكت محاكم التفتيش في أمره. وكشف قاضيها عورته، ولما وجده مختنًا حكم عليه بالتجذيف في السفن.
وفي سنة 1571 م، حكمت محاكم التفتيش على لويس بالاس، وهو نبيل من بلنسية، بالسجن لمدة غير محددة وبمصادرة أمواله ومنعه من الإقامة في بارونية "كورتس" والسكنى في أية منطقة يوجد فيها المورسكيون. وكانت تهمته أنه اعتنق "دين محمد" وطبق شعائره وفضله على الديانات كلها.
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 201